أشاد عضو الكونغرس الأميركي، مارلين ستوتزمان، بنتائج زيارته لسورية يوم أمس الجمعة، ووصفها بأنها كانت “تجربة رائعة”. وأكد ستوتزمان في تصريحات صحافية أنّ الاجتماعات التي عقدها في دمشق كانت إيجابية، مشيراً إلى أنه سينقل تفاصيل هذه اللقاءات إلى المسؤولين في واشنطن بعد عودته إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما أوردت “الإخبارية السورية”.

وأكد عضو الكونغرس أهمية بناء علاقات شخصية مع القيادة السورية، قائلاً: “من المهم جداً أن نحظى بقائد صديق في سورية، وليس فقط حليفاً للولايات المتحدة”. وزار وفد من الكونغرس الأميركي، مكوَّن من النائبين كوري ميلز من ولاية فلوريدا، ومارلين ستوتزمان من ولاية إنديانا، العاصمة السورية دمشق أمس الجمعة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، لتقييم الوضع في البلاد، والاطلاع على واقع الحياة بعد سقوط النظام المخلوع، وذلك برفقة عدد من أفراد الجالية السورية المقيمين في الولايات المتحدة.

وفنّد ستوتزمان، عبر مقطع مصوّر من أعلى جبل قاسيون المطل على دمشق، مزاعم وزارة الخارجية الأميركية حول “تهديدات أمنية” في العاصمة السورية، وذلك عقب جولة واسعة قام بها هناك شملت أحياء مختلفة ولقاءات مع فعاليات متعددة من المجتمع المدني.

وكانت الخارجية الأميركية قد حذّرت، يوم أمس الجمعة، من وجود معلومات موثوقة عن هجمات محتملة وشيكة قد تستهدف مواقع يرتادها السياح في سورية، ودعت المواطنين الأميركيين إلى تجنّب السفر إليها.

وجدّدت الوزارة تصنيف سورية ضمن المستوى الرابع لإرشادات السفر، تحت بند “لا تسافر”، موضحة أن التحذير لا يزال سارياً بسبب “استمرار المخاطر المرتبطة بالإرهاب، والاضطرابات المدنية، والخطف، واحتجاز الرهائن، والنزاعات المسلحة، والاحتجاز التعسفي”، معتبرة أنه لا توجد في سورية أي منطقة آمنة من العنف.

وقال منظمو الزيارة إنها تأتي في سياق تقييم الوضع الميداني وفتح قنوات التواصل مع القيادة السورية الجديدة. ونشرت الرئاسة السورية، صباح اليوم السبت، صوراً للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني مع عضو الكونغرس كوري ميلز في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.

وفي لقاء منفصل مع الشيباني، بحث ميلز تطورات الوضعين الأمني والاقتصادي في الجمهورية العربية السورية، إضافة إلى آفاق بناء شراكة استراتيجية بين دمشق وواشنطن على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بحسب بيان لوزارة الخارجية السورية. كما تناول اللقاء التهديدات المشتركة التي تواجه البلدين والمنطقة، بما فيها المليشيات العابرة للحدود، وانتشار المخدرات، والجريمة المنظمة، وضرورة تضافر الجهود لمواجهتها ضمن إطار دولي قائم على القانون الدولي وسيادة الدول.

كما تم التطرِّق إلى أثر العقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على سورية، والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين السوريين وقطاعات حيوية كالصحة والتعليم والطاقة، وأكد الجانب السوري ضرورة رفع هذه الإجراءات غير القانونية كخطوة أساسية نحو بناء الثقة والانخراط في مسارات تعاون بناء.

هذا وأكد الجانبان أهمية ترسيخ مبادئ العدالة والإنصاف ودعم جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي، باعتبار أن استقرار سورية يشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة والعالم. وقد شدد الشيباني على انفتاح دمشق على الحوار المسؤول والجاد مع كافة الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مجددًا موقف سورية الثابت في دعم أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتعزز سيادته ووحدة أراضيه.

العربي الجديد