رسائل الى قضاة تونس
الأولى – الفخر والاعتزاز بموقف كل الذين رفضوا تعليمات الغير شرعي –الغير سوي – الغير كفؤ- ووزيرته التافهة.
الثانية – الدعوة لاغتنام الفرصة التاريخية التي ستغفر للسلك كل أخطائه وكل خطاياه الماضية وذلك عبر اتخاذ كل ما يرونه صالحا من تدابير قانونية ونضالية لكسر شوكة دكتاتور متربص لن يطوّل كثيرا ومنها إعداد ملفه الجنائي الذي سيحاكم على أساسه قريبا ان شاء الله.
الثالثة – التأكد من وقوف كل الأحرار معهم من أجل استقلال القضاء وبناء دولة قانون ومؤسسات لا تخضع لنزوات حاكم مغرور وغير واعي بالزمن الذي يعيش فيه وعزم كل الثوريين الديمقراطيين أن تفضي هذه المعركة إلى التسريع بنهاية هذا الفاصل المشين المضحك المبكي من تاريخ تونس وإعادة قطار الاصلاح والتقدم على السكة.
رحم الله القاضي مختار اليحياوي. كم انا واثق أنه فخور بنضالاتكم متبرئ من الحثالة التي باعت الشرف بالتشريفات والتي يقتصر همها على الترقية والنقلة لا على الرسالة النبيلة وخدمة الوطن.
تحجير سفر على الشيخ راشد الغنوشي وعدد من قيادات النهضة قرار يندرج في سلسلة قرارات من نفس النوع بخصوص العديد من المواطنين ناهيك عن الحكم بالسجن على المدونين ونواب ائتلاف الكرامة والسنوات الأربع (مع التنفيذ العاجل) بحقي.
كلها رسائل للترهيب والتخويف.
تأتي صبغتها الهزلية أنها أوامر وتعليمات يصدرها خواف اختبأ طيلة الحرب ضد الاستبداد لتخويف نوع من البشر لا يخافون إلا الله وضميرهم.
الخزي والعار (والمحاسبة قريبا) لكل الانتهازيين المراهنين على بغل خاسر
وكل التضامن مع صديقي اللدود الشيخ راشد ومع كل رفاقه وكل ضحايا هذه التدابير القمعية التي ستنتهي كما انتهت كل التي سبقتها ذات 17 ديسمبر .
الأسئلة الثلاثة التي يجب أن يردّ عليها كل التونسيون والتونسيات لأنها هي التي ستحدد مصيرهم ومصير تونس للعقود المقبلة.
السؤال الأول ( المدى القصير) : كيف نستغل التحرك الاجتماعي الوشيك وكل فرص المقاومة المدنية ومنها العصيان المدني لإنهاء عبث رئيس غير شرعي غير سوي غير كفؤ وذلك قبل 25 جويلية وعلى أقصى تقدير قبل انتخابات برلمانه الجماهيري في ديسمبر؟
وأيضا كيف نطمئن الجيش والأمن والإدارة أن الانتقال سيكون سلميا سلسا وان المحاسبة لن تشمل إلا قلة قليلة من الذين حرضوا على الانقلاب وعبثوا بالقانون والمؤسسات؟
السؤال الثاني ( المدى المتوسط ) كيف ننظم بسرعة انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في ظل الدستور وقانون انتخابي منقح والهدف افراز حكم ديمقراطي تشاركي مجمّع مستقرّ لخمس سنوات ثابتة يمكننا من استدراك كل الوقت الضائع والتفرغ أخيرا للأولويات الثلاث : الاستقرار ، الاستثمار، الازدهار؟
السؤال الثالث ( المدى البعيد ) على ضوء تجربتنا للعشرية الماضية، كيف نحمي ديمقراطيتنا من الاعلام الفاسد والمال الفاسد والتدخل الخارجي والأحزاب السياسية الفاسدة والشعبويين التافهين الذين دمروا أحلام ومشاريع ثورتنا المجيدة ؟
بما معناه ما هي ترسانة القوانين التي يجب اطلاقها والسياسات الحازمة التي يجب اعتمادها لحماية الأجيال المقبلة من المغامرين والدجالين والمرضى العقليين من نوع سعيّد للوصول للحكم واستغلال الأزمات الطبيعية للديمقراطية ليزيدوا الطين بلة وحتى تهديد مقومات وجودنا كشعب وكدولة ؟
Be the first to write a comment.