اليوم، يبني كلّ من الأمازيغي والبربري هويّته القومية على كراهية العرب. وهذا طبيعي حين تبدأ هويّته القوميّة بعبارة “أنا لست عربيّاً” ثم يسعى إلى سوق الأدلّة على ذلك. لكن، تتحوّل هويّة المازيغي والبربري القوميّة إلى صلاة يوميّة في سبّ العرب، وشتم العرب، والتفريق بين الشعوب، والتحريض على كراهية العرب ووجوب قتل ونفي وإبادة العرب. مدّعين أنّ العرب هم سبب خراب حياة أجدادهم الأمازيغ والبربر، وسبب فشلهم المعاصر. لكأنّ العرب قوّة احتلال يجب التحرّر منها! وهذه هرطقة شديد الْخَطَر، لأنّ فيها دمار عدد من الدول العربية وتهديد لاستقرارها ولأمن مواطنيها ولسلمها الأهلي. هذه المخاطر هي ما يجب أن يكون سبباً طبيعيّاً لمقاومة أفكار هذه الجماعات الكارهة للعرب، فهي جماعات تكره حتماً؛ البلد الذي تعيش فيه، والشعب الساكن فيه، وتاريخه وتراثه وحاضره وماضيه.

أمس ساقني أحد الأخوة الأكارم إلى كتاب في التاريخ من تأليف الأستاذ اليمني محمد حسين الفرح. وهو كتاب جيّد أنصح بقراءته، إذ ساق فيه المؤلّف كمّاً من الأدلّة على عودة عدد مهمّ من القبائل الأمازيغية والبربرية إلى اليمن. وهي أدلّة واضحة ومطروقة وسهل تحقيقها، لمن أراد المناقشة بطريقة علميّة. اسم الكتاب هو: {عروبة البربر: تاريخ ودلائل انتقال البربر من اليمن إلى بلاد المغرب والجذور العربية اليمنيّة لقبائل البربر} ويمكنك تنزيل الكتاب من كمپيوتري بصيغة PDF من الرابط التالي https://go.monis.net/SP9nN7
وأقتبس هنا ممّا قاله الأستاذ المؤلّف في مقدّمته بتصرّف:إنّ الأصل الأمازيغي للبربر يستند إلى معارف تاريخيّة وقديمة ومتواترة، ولكن ليس البربر جميعاً أمازيغ. وليس {أمازيغ} مجرّد أمازيغ وينتهي أو يتوقّف عنده النسب. إنّما هو مازيغ بن كنعان. إنّ عشرة من قبائل البربر الكبيرة ببلاد المغرب ليسوا من الأمازيغ وإنّما هم قبائل حِميرية قحطانية. وليس هذا القول نظرية جديدة، وإنّما هو علم استقصيناه من المصادر التاريخية. فقد ذكر العالم المؤرّخ نشوان بن سعيد الحميري أنّ “كتامة وعهامة وزناتة ولواتة وصنهاجة قبائل ضخمة في المغرب من حِمير”. فتلك القبائل الخمس حِميرية قحطانية، وتكتسب صنهاجة وكتامة أهمّيّة أساسية لأنّ صنهاجة تزعّمت سائر قبائل البربر بالمغرب زمناً طويلاً، ولأنّ استقرار صنهاجة وكتامة ببلاد المغرب هو نفس زمن استقرار قبائل البربر الأمازيغية الكنعانية هناك. وأجمع على هذا التصنيف الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي. مع أنّ ابن الكلبي ذهب إلى “إنّ كتامة وصنهاجة ليستا من قبائل البربر وإنّما هم من اليمانية… وهذا إجماع أهل التحقيق بشأنهم.”

وكذلك يتبيّن من البحث أنّ ست قبائل بربرية أخرى هامّة ليست من البربر الذين هم أمازيغ، وإنّما هم قبائل يمانية قحطانية، وهم: عمارة وزوارة ومكلاتة ومزاتة وهوارة وزويلة. وقال شهاب الدين النوري في كتاب نهاية الأرب عن قبيلة هوارة البربرية ما يلي: “وهوارة تزعم أنّهم قوم ناقلة من اليمن جهلوا أنسابهم” ولكن القول بأنّهم جهلوا أنسابهم غير دقيق فقد ذكر الحافظ بن عبد البر في كتاب القصد والأمم “إنّ هوارة تقول عن نفسها أنها من اليمن من قبيلة عاملة. وإنّ زويلة تنتسب إلى جرهم”.

قراءة هذا الكتاب مهمّة، ففيها تفنيد لكلّ الأكاذيب التي يتداولها اليوم نشطاء خرافة الأمازيغية، وضرب لجذور الأسطورة. ويمكن تنزيل الكتاب من مكتبة نور كذلك من هنا https://go.monis.net/577rwN