كلما يزعل سوري من جهة، يتهمها بأنها هي سبب عدم سقوط النظام. ووصل الأمر عند البعض حد التهريج والهذيان والهلوسات.

الحقيقية أن المسؤولين عن عدم سقوط النظام هم، وبالترتيب، وبمقدار حجم مسؤوليتهم :

١- النظام المتوحش الإبادي، ذو العقل الإجرامي المحض، الذي نفذ مشروع إبادة جماعية بحق الأغلبية السنية العربية، واستخدم ضدها أسلحة الدمار الشامل (الكيماوي)، والقتل العشوائي (براميل المتفجرات)، والأسلحة المحرمة دولياً، والأسلحة الثقيلة، والحصار والتجويع والترويع والتهجير القسري.. استخدمها ضد مدنيين لا يملكون أي سلاح للدفاع عن وجودهم.

٢- وقوف نسبة عالية جداً جداً (تقترب من ١٠٠٪) من المكون النصيري مع النظام، وارتكاب كل ما يطلب منهم دون تردد ولا اعتراض ولا سؤال، وأحياناً المبادرة لارتكاب فظائع.

٣- وقوف نسبة عالية جداً من أبناء الأقليات مع النظام، خاصة في الأيام التي كان فيها النظام في خطر، حيث وجهت عصابات البككة وفروعها السورية طعنات قاتلة للأغلبية السنية العربية في لحظات حاسمة، وصمتت الأقلية الدرزية في الوقت الذي كانت الثورة بأمس الحاجة إليها، الأمر الذي سمح للنظام بتدمير معقل الثورة ومهدها (درعا).

٤- وقوف إيران بكل قوتها وأدواتها (حزب الله الشيعي اللبناني، وفصائل شيعية عراقية وأفغانية وباكستانية..) مع النظام بكل إخلاص.

٥- تدخل روسيا العسكري المباشر في سورية إلى جانب النظام وتحالف الأقليات.

٦- الموقف الأمريكي الإسرائيلي الذي سمح للنظام بارتكاب إبادة جماعية واستخدام أسلحة الدمار الشامل، وأعطاه كل ما يحتاج من وقت للقيام بذلك، وحرم الأغلبية السنية العربية من حق وأدوات الدفاع عن النفس.

٧- تواطؤ كل الأنظمة المستبدة في العالم (خاصة الأنظمة العربية، والصين، وكوريا، وأرمينيا..) مع النظام بكل إخلاص، خشية انتقال الثورة إليها.

٨- إنشاء جهات محلية وإقليمية ودولية لمجموعات مسلحة غريبة عن الشعب السورية، أهدافها غير أهدافه (داعش وأخواتها).

٩- أخطاء وسوء إدارة قوى الشعب السوري للصراع الهائل الذي واجهوه دون داعم ولا استعداد ولا أدوات (هيئة التنسيق، اتحاد الديمقراطيين، حزب الشعب، حزب الجمهورية، الإخوان المسلمين، تيار مواطنة، الجيش الحر، المجلس الوطني، إعلان دمشق، المجلس الوطني الكردي، هيئة الرياض، الجاليات السورية في كل أنحاء العالم، مشروع وطن للحراك المدني، الائتلاف، حزب أحرار، إعلان سوريا، رابطة الكتاب السوريين، حزب التحرير الإسلامي، منصة القاهرة، الجمعية الوطنية السورية، حركة معا، المنبر الديمقراطي، تكتل السوريين، تيار الغد السوري، الاتحاد الاشتراكي، حركة قمح، الكتلة الديمقراطية، مجموعة العمل الديمقراطي، الحزب الجمهوري، المنظمة الآشورية الديمقراطية، التحالف الوطني السوري، نواة من أجل مستقبل سورية، منصة موسكو، حزب العمل الشيوعي، لقاء التنسيق الديمقراطي، الحركة السياسية السورية النسوية، الكتلة الوطنية السورية، اللقاء السوري الديمقراطي، التحالف الوطني السوري الديمقراطي توسد..).

بقي النظام لأنه لم يقف أحد مع الغالبية العربية السنية من السوريين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية من قبل سوريين آخرين مدعومين عسكريا من نصف العالم، وبتواطؤ النصف الآخر من العالم.

كل شخص يقول أن جهة واحدة هي سبب بقاء النظام يهرج، أو يهلوس، أو يهذي، وكلامه مؤشر على عدم التوازن وخلل في العقل أو الوجدان، أو كليهما.