يؤدي الإعلام عامة، ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة، دورًا مهمًا فيسياق الهبّة الشعبية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن لجهة تأثر منفذي عمليات الطعن والدهس بما يكشفه الإعلام من انتهاكات بحق المقدسات الفلسطينية وبحق الإنسان الفلسطيني، أو لجهة تأثيره في الفلسطينيين عبر نقل مجريات الأحداث، وخصوصًا تلك العمليات إلى الرأي العام. وهذه المقالة تتناول دور الإعلام القوي في المساهمة في إطلاق الهّبة واستمرارها.

أشهر مضت منذ بدء الهبّة الحالية، ومع ذلك ثمة حاجة إلى كثير من البحث والتعمق في الأسباب التي أدت إلى تفجرها، مروراً بمجرياتها وتداعياتها.

حالة اختلف كثيرون حتى بشأن تسميتها، فبينما أطلق البعض عليها مصطلح “انتفاضة الأقصى”، فّضل آخرون أن يطلقوا عليها “انتفاضة الأفراد”، نظراً إلى النمط الفردي الذي مّيز معظم عملياتها، في حين سمّاها غيرهم “انتفاضة القدس”، أمّا المصطلح الذي ظل الأكثر شيوعًا بين الفلسطينيين فهو “الهبّة الشعبية” باعتبارها لمترق إلى مستوى انتفاضة. ومع ذلك فقد فقدت “الهبّة” مظهرها الشعبي بعد بضعة أسابيع من انطلاقتها، وهو ما عزاه البعض إلى غياب إرادة سياسية، أكان ذلك من القيادة أم من الفصائل عامة، لتحويلها إلى انتفاضة ثالثة : لم تتميز أغلبية عمليات هذه الهبة بكونها فردية فحسب، بل إن تقريراً صادراً عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” ُنشر في منتصف شباط / فبراير 2016، أظهر أن نصف منفّذي العمليات منذ بداية تشرين الأول / أكتوبر 2015 كانوا من الشبان دون سن العشرين عاما، وأن عدداً كبيراً من العمليات نفذه فلسطينيون جاؤوا من عائلات مستقرة. وتلك مجموعة من المعطيات بحاجة إلى تمحيص.

أدى الإعلام، وبدرجة كبيرة أيضا مواقع التواصل الاجتماعي عامة، دوراً حيويا في نقل مجريات هذه الهبة. وليس أدل على أهمية هذا الدور، من حرص العديد من الشبان الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات هجومية على نشر رسائل في صفحاتهم قبل تنفيذها، وبدا جليا تأثرهم بالصور والأحداث التي شهدتها الضفة الغربية بما فيها القدس.

ترك الشهيد مهند حلبي عدة رسائل في صفحته في “الفايس بوك” تظهر مدى تأثره بالأوضاع في المسجد الأقصى، وهي الأحداث التي سبقت تفجر الهبة الحالية، كقمع المرابطات في الأقصى الذي شغل حيزاً واسعًا من اهتمام وسائل الإعلام.

وقد تأثر شهداء آخرون بصور عمليات نفذها شبان فلسطينيون قبلهم، فبدا واضحا تأثر الشهيد رائد جرادات باستشهاد الفتاة دانيا رشيد قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل بعد أن نشرت وسائل الإعلام صورها، فكان آخر ما وضعه في صفحته في “الفايس بوك” صورة الشهيدة وهي مضرجة بدمائها، وكتب تعليقًا جاء فيه: “تخيلها أختك” وفي مشهد قريب أتذكر ما روته لي والدة الشهيد سعد الأطرش التي قالت أنها وابنها كانا يتناولان الطعام ويشاهدان الأخبار وفجأة توقف ابنها عن الأكل، فسألته: “لماذا لا تأكل؟ أجاب: َمن يستطيع أن يأكل بعد مشاهدة هذه الأخبار! ثم توجه إلى غرفته صلّى، وترك هاتفه وغادر المنزل. وبعد وقت قصير سمعت على التلفزيون نبأ استشهاده.”

والشهيد أمجد السكري، وهو رقيب أول في جهاز الأمن الفلسطيني، تأثر أيضًا بمشاهد القتل الإسرائيلية في وسائل الإعلام، فكتب في حسابه في “الفايس بوك”: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة، بس للأسف مش شايف شيء يستحق الحياة ما دام الاحتلال يكتم على أنفاسنا، ويقتل إخواننا وأخواتنا.” وختم مخاطبًا الشهداء: “أنتم السابقون ونحن اللاحقون.”

أمّا وصية الشهيد بهاء عليان فكانت الأكثر انتشاراً في وسائل الإعلام، وخصوصًا في “الفايس بوك” و”التويتر”، كونها عرّفت بأفكار الشبان المفجرين للهبّة ومفاهيمهم، وكان لها تأثير كبير في صفوف الشبان، وجاء فيها: “أوصي الفصائل بعدم تبنّي استشهادي، فموتي كان للوطن وليس لكم. لا أريد بوسترات ولا بلايز [قمصان]، فلن يكون ذكراي في بوستر معلق على الجدران فقط. أوصيكم بأمي، لا ترهقوها بأسئلتكم الهدف منها استعطاف مشاعر المشاهدين وليس أكثر. لا تزرعوا الحقد في قلب ابني، اتركوه يكتشف وطنه، ويموت من أجل وطنه، وليس من أجل الانتقام لموت أبيه.”

كيف ساهم الإعلام في الهّبة؟
لا شك في أن الإعلام الفلسطيني أدى دوراً حيويًا في نقل الأحداث التي تشهدها الضفة الغربية إلى الرأي العام المحلي والعالمي، كما أن انتشار التقنيات الحديثة والهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات المحلية، ساهم في سرعة نقل الأحداث حتى لو كانت في مناطق نائية وبعيدة عن مراكز المدن.

وإلى جانب نقل الأحداث حظي العديد من القضايا باهتمام شعبي وإعلامي أديا إلى تحقيق إنجازات للفلسطينيين أبرزها تحرك الشارع لاسترجاع جثامين الشهداء الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الهبّة. ففي 27 تشرين الأول / أكتوبر الماضي شارك نحو 20,000 فلسطيني في الخليل في تظاهرة طالبت باسترداد جثامين الشهداء، وخصوصًا جثمان الشهيدتين بيان عسيلة ودانيا رشيد، وبعد بضعة أيام بدأت إسرائيل عملية تسليم جثامين الشهداء، وكان في مقدّمها جثمانا الشهيدتين.

وليس أدل على أهمية دور الإعلام من وضع إسرائيل عدداً من الشروط لتسليم جثامين الشهداء وخصوصًا في منطقة القدس التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، وبين تلك الشروط تحديد عدد المشاركين في الجنازة بما لا يتجاوز العشرات، ومنع أي حضور إعلامي، الأمر الذي بررته سلطات الاحتلال بتجنّب مشاهد الوداع للشهداء كأبطال، وهي الصورة التي ساهم الإعلام في تعزيزها.

لقد تحول الإعلام إلى مصدر للمعلومة حتى بالنسبة إلى عائلات الشهداء، وفي العديد من الحالات التي قمُت بتغطيتها لفضائية “الجزيرة”، كنا نسأل عائلة الشهيد: “من أين علمتم بنبأ استشهاد ابنكم؟” فكانت غالبًا ما تجيب: “من الإعلام”. وقد يقرأ ذلك على أنه تسرّع من الإعلام في إعلان أسماء الشهداء، ولعل في ذلك جانبًا من الحقيقة، لكنه يعكس بمستوى آخر، غياب جهة رسمية فلسطينية تأخذ على عاتقها تبليغ عائلات الشهداء استشهاد أبنائهم، كما هو الأمر في دول أخرى ومنها إسرائيل التي عادة ما تحظر نشر اسم أي قتيل في أي عملية تحدث قبل أن يجري تبليغ عائلته.

ليس غريبا إذاً أن تعدّ إسرائيل الإعلام الفلسطيني محرضًا ضد الاحتلال، وأن تقدم على إجراءات مشددة ضده، كإغلاق ثلاث إذاعات في مدينة الخليل ومصادرة معداتها، والإذاعات هي: “منبر الحرية” و”إذاعة الخليل” و”إذاعة دريم”، وأن تهدد بإغلاق “راديو ناس” في جنين، وإذاعة “ون أف أم” في الخليل. وقد أصيب عشرات الإعلاميين والإعلاميات في أثناء تغطية المواجهات بالرصاص الحي والمعدن المغلف بالمطاط، فضلا عن حملة الاعتقالات التي طالت 19 صحافيا، منهم: محمد قدومي وعلي العويوي وأسامة شاهين ومجاهد السعدي، وكان الاعتقال الأبرز بينهم هو للإعلامي محمد القيق الذي رفض الاعتقال الإداري ودخل إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لـ 94 يومًا تكلل بتحقيق مطالبه بإنهاء ملف اعتقاله الإداري، بعد أن أصبحت حياته مهددة وفي حالة خطرة جداً.

حرب الصور
نجح الإعلام على أقل تقدير، في التشكيك في الرواية الإسرائيلية، إن لم يكن في دحضها، في العديد من الحالات التي انتهت باستشهاد شبان وشابات، وخصوصًا تلك التي لم تسجل فيها أي إصابات بينّ الإسرائيليين، وقد بدا واضحًا خلال الهّبة الحالية استسهال جنود الاحتلال الضغط على الزناد عندما يتعلق الأمر بفلسطيني لمجرد الاشتباه في نيّته تنفيذ عملية طعن أو دهس. ونجح الإعلام أيضا في طرح تساؤلات عن أسباب عدم اكتفاء الجنود باعتقال أو إطلاق النار على من يشتبه في تنفيذه عمليات من دون الحاجة إلى قتله، ولا سيما أن عدداً كبيراً منهم كان من القاصرين والقاصرات الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما. وأظهرت الصور في حالات متعددة إعدام فلسطينيين لم يشكلوا أي تهديد على حياة الجنود.

أحد تلك الأمثلة هو مشهد إعدام الشهيدة هديل عواد (14 عاما) في مدينة القدس على يد رجل أمن إسرائيلي بعد إصابتها وسقوطها أرضًا.

وفي 14 تشرين الأول / أكتوبر الماضي أطلق جنود إسرائيليون النار على الشاب باسل سدر عند باب العمود في القدس المحتلة، بذريعة محاولة طعن جنود إسرائيليين. وقد انشغل الإعلام بتحليل صور نشرت للشهيد سدر، وتظهره إحداها وفي يده سكين، وهو ما اعتبره البعض صورة مفبركة من الطرف الإسرائيلي، إذ نشرت صورة أخرى له من دون ظهور أي سكين في يده. وفي جميع الأحوال، فإن ذلك خلّف شكا في الرواية الإسرائيلية.

واستخدمت إسرائيل أيضا الإعلام لتوثيق روايتها، علمًا بأن العديد من العمليات وقع قرب حواجز عسكرية مجهزة بالكاميرات. فقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صوراً للفتيين حسن مناصرة (15 عاما) وابن عمه أحمد مناصرة (13 عاما) المتهمين بتنفيذ عملية طعن في مستعمرة بسغات زئيف في القدس، في محاولة لإثبات أن أحدهما كان يحمل سكينا. ونشرت السلطات الإسرائيلية هذه الصور بعد تناقل الإعلام صوراً مؤثرة التقطها شهود عيان للفتى أحمد بعد تعرضه للدهس في موقع العملية، وكان ملقى على الأرض، وسمعت في الخلفية أصوات شتم وسبّ ودعوات عليه بالموت باللغة العبرية، بينما ظهر عناصر من الأمن الإسرائيلي وهم يمنعون مسعفين إسرائيليين من الاقتراب منه، وهي صور ولدت سخطا بين الفلسطينيين، وأثارت الرأي العام عامة. وبعد أيام قامت السلطات الإسرائيلية بنشر صور جديدة للفتى أحمد في مستشفى إسرائيلي مع شخص يقوم بإطعامه، وهو مشهد يتناقض مع السياسة الإسرائيلية، وذلك في محاولة لتخفيف الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل على صعيد عالمي بعد نشر صوره مصابا. وقد تبيّن لاحقا أن الشخص الذي كان يقوم بإطعامه في المستشفى هو محاميه.

الفصائل والقيادة
من الصعب أن يجري التطرق إلى الهبّة الحالية من دون المرور ولو سريعا، على دور القيادة السياسية والفصائل الفلسطينية، أو ربما من الأدق القول: التوقف عند غياب دورها في الهبّة الحالية. فبعد أعوام من الانسداد السياسي وتعزز الانقسام بين شطري الوطن، وتراجع قدرة التنظيمات الفلسطينية على إحداث تغيير في المشهد السياسي، تولّد شعور عام بالاغتراب بين القيادة والتنظيمات من جهة، والجيل الشاب من الجهة الأخرى.

وعند الحديث عن دور الشباب والشابات، تحضرن إحدى المبادرات الشبابية التي نفذتها مجموعة من الناشطين في المقاومة الشعبية في كانون الثاني / يناير 2013، بإقامة قرية “باب الشمس” على مساحة من الأراضي المهددة بالمصادرة لمصلحة الاستيطان، تجسيداً لرؤية الروائي اللبنان إلياس خوري في روايته الشهيرة “باب الشمس”، وهذا الأمر عكس إبداع الشباب واندفاعهم في مقاومة الاحتلال، علما بأن تلك المبادرة حظيت حينها بدعم الفصائل والقيادة. لقد قدمت باب الشمس نموذجا حظي باهتمام شعبي وشبابي وإعلامي واسع، لكن بعد أيام، هدمت إسرائيل القرية، وتصدت بقوة لجميع المحاولات الشبيهة لها، فلم يتمكن الشبان والشابات من البناء على تلك التجربة الرائدة.

وبمرور الزمن، تعززت حالة الاغتراب بين القيادات السياسية والشباب الفلسطيني، في الوقت الذي تراكمت حالة من القهر أوجدها الاحتلال بممارساته اليومية، فجاءت صورة الشهيد نموذجا لبطل يمكن أن يتم الاقتداء به، وما من شك في أن الإعلام ساهم في تكريس تلك الصورة وتعزيزها.

صورة الشهيد في الإعلام
كّرس الإعلام المحلي عامة، الصورة النمطية للشهيد على أنه نموذج وبطل، وجرت محاولات لوضع أسرة الشهيد ضمن دائرة الممّجد ينل لشهادة،بغّض النظر أحيانًا عن المشاعر الحقيقية لعائلة الشهيد. ففي 27 تشرين الأول / أكتوبر 2015، كنت أقوم بتغطية جنازة الشهيد إياد جرادات الذي استشهد في بلدة سعير شمالي شرقي الخليل، برصاصة أصابته في رأسه خلال مواجهات وقعت في البلدة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، فالتفتّ إلى أمه قبل وصول الجثمان أفكر ماذا يمكن أن أسألها، وما إن طلبت الإذن في الحديث معها حتى سارعت قريباتها إلى تلقينها بعض العبارات التي غالبا ما تتردد في بيوت عزاء الشهداء: “قولي إنه استشهد فداء للأقصى، وللوطن، ولفلسطين، وللقدس”، فبادرتها بسؤال آخر: “هل يخفف ذلك عنك، أن يكون ابنك قد استشهد فداء للأقصى؟” فرفعت إصبعها وأشارت إلّي بالنفي: “لا، لا شيء يخفف عني.”

وعلى الرغم من الدور الحيوي الذي أداه الإعلام في إبراز الجوانب الإنسانية في حياة الشهداء وهو ما حال دون أن يتحول العديد منهم إلى مجرد أرقام تضاف يوميا إلى قائمة الشهداء، فإن الصورة النمطية ظلت حاضرة.
أخطاء في التغطية خصص بعض القنوات الفضائية الفلسطينية بثّه بصورة متواصلة لنقل الأحداث الأخيرة، وعلى الرغم من الدور الحيوي الذي قام به في هذا النقل، فإن ذلك لم يمنع وقوعه في العديد من الأخطاء التي كان في مقدمها الحرص على السبق الصحافي على حساب دقة الخبر. وربما تكون المنافسة مع مواقع التواصل الاجتماعي، قد شكلت عاملا ضاغطا على بعض وسائل الإعلام، دافعا إياه إلى نشر الأخبار قبل التأكد من دقتها.

ولعل أحد الأمثلة البارزة للخطأ الذي وقع به بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كان التسرع في نشر اسم منفذ عملية النقب التي جرت في منتصف تشرين الأول / أكتوبر 2015 قبل التأكد منه، إذ نشر اسم الشاب سام الأعرج على أنه منفذ العملية وهو شاب من منطقة القدس، ليتبين لاحقا أن منفذ العملية كان من منطقة النقب. وقد سلّم سام نفسه إلى سلطات الاحتلال كدليل على أنه لم ينفذ العملية التي استشهد منفذها، ومع ذلك أقدمت استخبارات سلطات الاحتلال على إخضاعه لتحقيق قاس، وتوجيه تهم أخرى له، منها إلقاء الحجارة.

ولا يمكن في الوقت ذاته إغفال العامل السياسي الذي أدى دوراً لدى بعض وسائل الإعلام التي كانت تميل إلى تضخيم الأحداث والوقوع في دائرة المبالغة والشعارات في توجّهٍ عكس مواقف إدارة تحرير تلك المحطات، بينما بقي الإعلام الرسمي في إطار التغطية الإخبارية الاعتيادية التي لم تتحول إلى تغطية مباشرة على مدار الساعة.

خاتمة
تجاوز الإعلام كثيراً دور نقل الأخبار إلى محاولة التأثير في الرأي العام عامة، لكن من الأهمية الإشارة إلى أن هذا السلاح الذي تملكه أنت، يملكه الطرف الآخر أيض ًا، وأن أي خطأ في التعامل معه ربما يأتي بنتائج سلبية.

لقد ظل الجدل قائما بشأن بعض الصور القاسية التي يبثّها الإعلام للشهداء الفلسطينيين، ولا أذكر يوما أنني شاهدت صورة لأي من القتلى الإسرائيليين، فالإعلام العربي، بصورة خاصة، لم يترك هامشا للخصوصية سواء ما يتعلق بنشر صور الشهداء، أو حتى صور الأطفال، وتلك قضية ُتحسب في رأيي ضد الإعلام.

وربما يرى البعض أن من واجب الإعلام فضح ممارسات الاحتلال ووحشيتها، لكن الخشية تظل قائمة من أن يصل المشاهد إلى حالة من التعود على تلك المشاهد بحيث تفقد القدرة على التأثير المرجو من بثّها، وهو ما حدث فعلا.