١- كاتبه علوي، معارض، ومثل العلويين المعارضين، همه الأول تبرئة النظام من تهمة الطائفية، وتبرئة مئات ألوف العلويين الذين ارتكبوا أفظع الارتكابات في سورية، وحصر المسؤولية عن ارتكاب ملايين الجرائم البشعة، بشخص واحد أو شخصين من آل أسد ومن حولهم.
٢- منتج المسلسل مؤسسة قطرية يديرها أنس أزرق (مراسل قناة حزب الله، لسنوات امتدت لما بعد الثورة)
٣- المسلسل في كتابته وإنتاجه وتمويله وتوزيعه والترويج له، تم في مؤسسات تابعة لعزمي بشارة (مستشار بشار الأسد السابق). أي أن المسلسل هو من انتاج وتوزيع وترويج مال سياسي أجنبي، وليس من انتاج الثورة السورية، أو المعارضة السورية، أو الشعب السوري.
٤- المسلسل يتجاهل كلياً، وعن عمد، وبقرار من الممول، جوهر القضية السورية (جريمة إبادة وتهجير الأغلبية العربية السنية وليس خلافات بين أخوة على الحكم)
لم يتم التطرق في المسلسل لأعظم جرائم النظام (جريمة الإبادة الجماعية للمكون العربي السني، ولا للمذابح التي تعتبر قانوناً جرائم إبادة وتطهير طائفي)
٥- يتجاهل المسلسل كليا، وعن عمد، الصفة الأساسية للنظام (كونه نظام طائفي في بنيانه، وقراره، وسلوكه، منذ وجد وحتى اليوم. صاحب القرار فيه مجموعة من طائفة واحدة، وليس مجرد نظام فاسد أو مستبد قوامه بضعة أشخاص فقط)
لم يتم التطرق في المسلسل لطائفية النظام (صفته الأولى والأعلى والاهم والدائمة)
٦- المسلسل يلغي الشعب السوري، وخاصة الأغلبية، ويصور الأمور في سورية على أنها مجرد صراع على السلطة، وليس صراعاً بين شعب (أغلبية شعب) وأقلية حاكمة.
٧- المسلسل يزرع في عقول الناس أفكار استمات النظام طوال عمره لزرعها في عقولهم، منها :
أ- ترويج فكرة أن من حول الرئيس أسوأ منه (الرئيس كويس بس اللي حواليه عاطلين).
ب- ترويج فكرة أن الرئيس ومن حوله جميعاً يخطؤون ويصيبون، وفيهم خصال جيدة ولهم مواقف وطنية وإنسانية أحيانا، أي أنسنة السفاح وجماعته، ونفي فكرة (حقيقة) أنهم مجرد وحوش عديمة الإنسانية.
ج- ترويج فكرة أنه نظام استبدادي عادي، يشبه الانظمة المستبدة التي قبله وحوله، ونفي فكرة (حقيقة) أنه نظام إبادي، من طينة النظام النازي، وليس مجرد نظام استبدادي فقط.
د- ترويج فكرة أن بشار إنسان جدي ومسؤول وعاقل، ونفي فكرة (حقيقة) أنه أحمق ومتهور وغير مسؤول ولا يتوقف عن الضحك الأهبل.
٨- بكل بلادة يكرر المدافعون عن المسلسل، والمعجبون به، أنه عمل فني، وليس عمل وثائقي، ليذكر كل ما جرى في سورية.
وهذه حجة غبية وساقطة، فالمسلسل يجب أن يشير إلى القضية الأساسية ومحور الصراع في سورية، والسمة الأساسية الأولى للنظام الذي دمر سورية. والمسلسل لا يتحول إلى عمل وثائقي إذا فعل ذلك.
عدم الإشارة إلى القضية الأساسية للشعب السوري، ومحور الصراع في سورية، والسمة الأساسية للنظام، أمر غير معقول على الإطلاق. مثلما هو غير معقول أن يوجد فيلم أو مسلسل عن فترة الحكم النازي ليس فيه أي إشارة لإبادة أولاد عمنا، ومثلما هو غير معقول ولا يمكن تخيله مجرد تخيل، أن يوجد أي عمل فني أو فيلم أو مسلسل عن فلسطين، ليس فيه إشارة للاحتلال الاسرائيلي.
٩- يسيطر عزمي بشارة (إسرائيلي-قطري الجنسية) على ٨٠ ٪ من الكتاب والصحفيين والمثقفين السوريين، وقد استنفرهم جميعاً للترويج للمسلسل لحد التقديس. تخيلوا مثلاً أن أحد رموز الثورة سابقاً، العامل مع عزمي بشارة حالياً، الناشط الإعلامي هادي العبد الله، كتب ٨ مرات لتعظيم وتقديس مسلسل يتجاهل جوهر المشكلة في سورية، ويؤنسن (يجعله إنساناً لا وحشا) السفاح أسد وأخوه وأسرته ومحيطه.
١٠- لقد كان المسلسل امتحاناِ لوعي جمهور الثورة السورية، سقط فيه معظم هذا الجمهور، الذي يبدو أنه لم يتعلم أي درس من هيمنة حافظ الأسد (وأسرته وجماعته) على سورية عام ١٩٧٠، ويبدو أن هذا الجمهور، مستعد بكل السذاجة التي تصرف فيها عام ١٩٧٠، لتكرار تسليم مصيره وعقله مرة بعد مرة، لطائفيين يتصرفون بخبث ودهاء أقلوي بالغ الخطورة.
Be the first to write a comment.