أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، “عدم استمرار التحالف مع “حزب الله”، لافتا الى أن هذا التحالف “يحصل عندما نكون على موقف واحد من المواضيع، لكننا اختلفنا بموضوع بناء الدولة وبالشراكة في الوطن بالرئاسة والحكومة، وثالثا بحرب اسناد غزة ودخول لبنان في حرب لا قضية ولا هدف لبنانياً لها، انما اندرجت فقط تحت عنوان وحدة الساحات”، مشيرًا إلى أنّه “عندما اتبع “حزب الله” نهج وحدة الساحات، أصبح هناك مصلحة غير لبنانية بهذا الموضوع وأصبح هناك أجندات غير لبنانية، لذا كنا ضدّها”.

وشدد في حديث لقناة “الحدث”، على أن “اسرائيل ليست بحاجة لذريعة للاعتداء على لبنان، وهي كانت تعتدي حتى قبل وجود “حزب الله”، ويمكن ان نتذكر ما حصل في الاعوام 1967، 1972 و1982 وقد احتلت بيروت وعدوانها دائم، ولكن كانت حجة لبنان القوية أنه بموقع دفاع عن النفس”، لافتًا إلى أنّ “في الوقت الحالي، السلاح الذي يدافع عن ارض لبنان يجب ألا ينزع، بل عندما تعود اسرائيل الى خارج الحدود وتوضع استراتيجية دفاعية بقيادة الدولة وتوافق اللبنانيين”، مضيفا: “أنا اليوم لا اعطي هدية لاسرائيل لاحتلال الارض اللبنانية وهذه نسميها “خيانة”.

وذكر باسيل “أنّني شغلت منصب وزير خارجية لبنان لمدة ست سنوات، وتعلمت أن أتعامل مع مصلحة لبنان وموقفي سيصب في مصلحة البلد”، معتبرًا أن “مصلحة لبنان اليوم هي في أن نتوحد ونتضامن للمحافظة على لبنان الذي يواجه خطرا وجودياً، وأرى أن الوقت الحالي ليس للاصطفافات الداخلية خصوصا في ظل الحرب التي تشن على لبنان ومحاولة الاحتلال التي تحصل”.

وركّز على “أننا مضطرون للدفاع عن لبنان والمحافظة على سيادته واستقلاله، وعندما يتحقق ذلك عندها نستطيع الرجوع الى الداخل والاختلاف على من مع الاستراتيجية الدفاعية ومن ضدها، وليس لدينا الرفاهية الآن لهذا الموضوع لأننا أمام خطر فتنة داخلية”، معلنًا “أنه مع وحدة المكونات اللبنانية ووحدة اللبنانيين، ولا أفضل وحدة المسيحيين على حساب وحدة اللبنانيين”، معربا عن اعتقاده أن “هذا خطأ ارتكبه حتى “حزب الله”، عندما فضل الوحدة الشيعية على الوحدة الوطنية”.

وكما بيّن “أنّني أفكر دائما في كيفية الحفاظ على لبنان، والديمقراطية في لبنان تمتاز بالاختلاف والتنوع والقدرة على ان يكون لكل منا توجهه السياسي ولكن يجب ان نجتمع عندما يكون هناك أمر يمس بحريتنا وبوجودنا”. وتابع: “عندما كان يجب على المسيحيين أن يجتمعوا في قضية رئاسة الجمهورية حصل ذلك واتخذنا قراراً رفضه الاخرون”.

وعن امكانية أن يقوم بدعم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، كما فعل الاخير في انتخاب ميشال عون للرئاسة، أشار باسيل الى أنه “متفهم بدعم طموحات جعجع ولكن لا قدرة لديما لدعم مشاريعه خاصة ِاذا كانت بوجه جميع اللبنانيين”، موضحًا أنّ “له الحق بأن يشغل منصب رئيس الجمهورية ولديه تمثيل، إنما مشاريعه للبنان يجب أن تكون أوضح، لأننا أمام خطر حقيقي بتقسيم لبنان وهذا ما شهدناه بسوريا والعراق وهو سيقضي على لبنان”.

ولفت إلى أنه “ينادي باللامركزية الإدارية الموسعة التي تساعد على الانماء الذاتي للمناطق ولكن ليس “التقسيم” وليس “الفيديرالية” التي لا تشكل عقدة بحد ذاتها لكن في لبنان ستطرح بشكل إثني وليس جغرافياً، متوجها الى الدول العربية بالقول: “خطر “التقسيم” على كل المنطقة ولا يطال لبنان فقط بل المنطقة العربية وهو هدف اسرائيلي ومن هنا يجب منعه من أن يحصل”.

وسأل مستنكراً: “هل نريد تقسيم لبنان؟ فهل نسينا حرب الجبل وشرق صيدا وما فعلته إسرائيل؟ مؤكداً أن لبنان يواجه اليوم أخطر أزمة اقتصادية وأزمة وجود مليوني نازح سوري”.

وعن تحركه على صعيد بعض الدول الخليجية، للقيام بطرح اسم معين للرئاسة بعيدا عن قائد الجيش جوزيف عون، أكد باسيل أن “ليس لدينا مرشح للرئاسة ومؤخرا وضعنا قائمة أو لائحة بأسماء المرشحين المطروحين وجلنا بهم على الكتل النيابية واستطلعنا آراهم فيها”، مشدّدًا على “أنّني مع انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، وأننا لم نطرح أي مرشح بل لدينا مرشحين عبرنا عن رفضنا لهم وآخرين قلنا أننا نوافق عليهم ومرشحين قلنا يمكن درس ترشيحهم”. باسيل أكد ايضا أنه “لم يطرح على رئيس مجلس النواب نبيه بري اسمي مرشحين بل طرح عليه اللائحة التي طرحها نواب التيار الوطني الحر على الكتل النيابية”.

وردا على رفضه قائد الجيش للرئاسة رغم أنه يحظى بدعم من الداخل ومن عواصم عربية وغربية، فسّر أن “ذلك يعود لسببين، السبب الاول أنني اعتبر أن ليس الحق أن اكون اختبرت شخصا وكونت رأيي به أن أؤيده إذ اعتبر ان هناك مجموعة من الناس اختبرتهم وهو منهم وأرى أنه لن يكون لديهم مشروع نجاح للبنان. أما السبب الثاني ان هناك اسماء بمواقع معين هي مشروع مشكلة في البلد ونحن نريد أن نخفف المشاكل لا ان يكون هناك مشاكل اضافية”.

وتابع باسيل: “أنا متخوف من الفوضى في لبنان وصولا الى الفتنة الداخلية، وكل ما يجمع اللبنانيين أنا معه أما كل ما يقسمهم انا ضده، وقائد الجيش لا يجمع اللبنانيين”، وأرى أن “لبنان أمام خطر كبير وأرى اسرائيل تريد “تكسير عظام” اللبنانيين، وما يجمع اللبنانيين أنا معه وما يقسمه أنا ضده”.

واشار الى أنه “كان على الجيش اللبناني في 17 تشرين الأوّل 2019 أن يحفظ الأمن بالبلد، وفي حينه اقفلت الطرقات والمرافق العامة في البلد لمدة طويلة وهذا أدى الى انهيار العملة الوطنية والى تهريب أموال اللبنانيين للخارج وتسبب بأزمة اقتصادية”، لافتا الى أن “الازمة متراكمة منذ زمن وقائد الجيش ليس مسؤولا عنها إنما في لحظة الانهيار كان يمكن تدارك جزء منها بمنع تهريب الاموال لو فتحت الطرقات وفي حينها رأينا أمورا غير طبيعية تحصل اذ يتم السماح لشخص أو شخصين بتوقيف عميد في الجيش اللبناني ويقفلون الطريق وهذا سرّع بالانهيار”.

وعن تطبيق القوانين الدولية من 1701 الى 1559 وغيرهما، ركّز على أنه “مع تطبيق القرارت الدولية ولكن ليس فقط تلك التي تنطبق على لبنان بل على اسرائيل ايضا إذ هناك القرار 242 واستعادة الاراضي المحتلة وهناك عودة اللاجئين الفلسطينيين على ارضهم”.

وأوضح: “أنا مع سلام عادل في المنطقة يستعيد فيه لبنان حقوقه بالارض والموارد النفطية والغازية وأيضا حقوقه بوقف الاعتداءات عليه وحقوقه ايضاً بعودة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم”. وأكد أننا “كحكومة لبنانية مع مبادرة السلام العربية ولكن اسرائيل لا تريد السلام وترتكب جرائم ضد الانسانية لم تشهدها البشرية”.

ورداً على سؤال حول ذريعة أن اسرائيل تواجه “ميليشيا مسلحة” وليس الجيش اللبناني، رأى باسيل أن “المجتمع الدولي يجب ان يسمح للجيش بالتسلح حتى يقوم بواجبه بالكامل”. وأكد أنه “رغم أن 1701 يقول ذلك الا أنه لم ينفذ من الجهتين وحتى اليوم ممنوع أن يتسلح الجيش وانا كلبناني أريد أن ارى الجيش بقوته يستطيع الدفاع عن ارض لبنان ولكن ليس ممنوعا عليه القوة بمواجهة عدو كاسرائيل”. وأضاف: “طبيعي أن تكون حالة المقاومة عابرة وباستعادة حقوق اللبنانيين يجب الا تستمر ولذلك نحن بحاجة الى استراتيجية دفاعية نحمي فيها لبنان بقيادة الدولة اللبنانية”.

وأكد أنه “مع الدفاع عن لبنان اليوم خصوصا في ظل وجود خطر احتلال للبنان وفي حال حصل ذلك فإن المقاومة ستعطى شرعية أكبر، مضيفاً: “وللأسف ستتحول ارض لبنان لصراع ايراني اسرائيلي، بحيث سيحضر مقاتلون من مختلف الجنسيات والجهات وعندها وعوضا ان تكون ارض لبنان هي ارض حرية وديمقراطية وازدهار كما نريدها ستصبح ارض صراع وقتال دائم”.

وشرح أن “القرار 1701 يتحدث عن ترتيبات أمنية بجنوب الليطاني ويتحدث عن الزام اسرائيل بوقف الاعتداء على لبنان وصولا الى تنفيذ القرارات الدولية وصولا حتى لمزارع شبعا، وبالتالي تطبيقه يفترض من الجانبين ان يطبق”. ولفت الى أن “هذا القرار لا يمنع اللبنانيين من وضع استراتيجية دفاعية”، موضحاً: “ما يهمني هو كيفية الدفاع عن لبنان بوجه اسرائيل وهي لا يهمها أن يكون موجودا كما هو حاليا وهي لا تريده لا بتنوعه ولا مزدهراً لأنه نقيضها وغاية الدفاع عن لبنان هي ما تهمني”، لافتا الى أنه “بقرار دولي وضمانات دولية بتحرير الارض لماذا نريد السلاح، فسلاح “حزب الله” ليس مقدسا بالنسبة لي بل ما هو مقدس هو الارض والسيادة وبلدي”.

وأشار الى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقدر ما يستطيع ان يأخذ من لبنان سيفعل ولن يتوقف وقد نبهنا “حزب الله” منذ اليوم الاول على ان هذه الحرب هي ليست كحرب تموز 2006″، وأضاف: “لا شيء سيوقف نتانياهو الا معادلة قوة على الارض مفقودة لدى لبنان ومحفوظة جزئيا بالدفاع عن الارض، أو من خلال معادلة اكبر تدخل فيها الدول بشكل اكبر لتفرض تسوية وايضا ظروفها ليست ناضجة خصوصا وليس قبل الانتخابات الاميركية واستلام الادارة الجديدة”.

كما وجد باسيل أن “سبب انحلال الدولة هو غياب رئيس الجمهورية وحكومة بهذا الوضع ويعود التوازن في لبنان عندما جميعنا كلبنانيين نتوازن ونتشارك بالسلطة والقرار اللبناني”.

وأكد أننا “نريد دولة ممثلة برئيس الجمهورية وبحكومة انقاذ وطني وعلى رأسها رئيس حكومة، ويكونا متفقين مع بعضهما البعض ويتوافق عليهما اللبنانيون، وأنا مع اختيار رئيس الجمهورية اليوم قبل وقف اطلاق النار”، مشدداً على أن “رئاسة الحكومة تمثل الموقع السني الأول ويجب تعزيزه”. ولفت الى أن “هناك بري وهو السلطة التشريعية ولديه حرص أن تقف الحرب ومدرك مخاطرها ولكن وحده يحمل الحمل في أننا جميعنا يجب أن نتوزعه”.

وأفاد بأنه “لا يوافق على أن وقف اطلاق النار قبل اختيار رئيس الجمهورية”، معتبرا أن “ما قام به الثنائي الشيعي خطأ لجهة أنه منع انتخاب رئيس جمهورية لبنان منذ 2022 وراهن على أمور بالمنطقة ولم تحدث”، لافتا الى أننا “نريد مواقف من دول لا تفرض علينا أسماء بل تساعدنا ان نتفق بين بعضنا كلبنانيين وليس ان تضع حواجز بين بعضنا أو “فيتوهات” أو تفضل أسماء على أسماء أخرى”، مشددا على أن “الصناعة اللبنانية للقرار اللبناني هي التي تحمينا”.

وحول الكلام الاخير لوزير خارجية ايران الذي تحدث عن ان شروط وقف اطلاق النار في لبنان مرتبطة يغزة، لفت باسيل الى أننا “لا نوافقه ويجب عليه التحدث عن نفسه وليس عنا”.

واضاف: “نقول إننا لا نريد أن يكون لبنان ساحة صراع ايراني – اسرائيلي”، مشيرا الى أن “الدستور الايراني يشير الى دعم الشعب الفلسطيني أو “المظلومين” وليس المحاربة عنهم، وقال: “المستشار السياسي للرئيس الايراني محمد جواد ظريف قالها بشكل واضح أن هذه مسؤوليتنا، ونحن كلبنانيين كان يجب أن ندرك أنه إذا قامت إيران بذلك فهذه ليست مسؤوليتنا نحن ان نحرر فلسطين بل هذه مسؤولية الفلسطينيين ونحن معهم بهذا الأمر وهم يقومون به”.

وشدد على أن “أولوية ايران هي أمنها القومي ومصالحها ويجب على اللبنانيين ان يتعظوا من هذا الامر ويدركوا انه لا يجب لا على ايران ولا غيرها ان تتدخل بقرارنا السيادي والوطني بل نحن من يقرره، وإذا ارادت ايران ان تحارب اسرائيل فلديها قدراتها وأن تحاول من ارضها محاربة اسرائيل وليس ان تحاربها من لبنان”.

وردا على سؤال حول صفقة سياسية يأتي بها قائد للجيش رئيسا مقابل رفع العقوبات عنك، لفت باسيل الى أن “هذا الامر حصل ولو اردت القبول به لكنت قبلت”، مؤكدا أنه “لا يمكن ان أرهن قراري الا لحرية ضميري ولمصلحة “التيار” الذي أمثله ولمصلحة لبنان”. وأضاف: “فرضت علي عقوبات في حينها لأنني اعتبرت في حينها أن ما طلب مني بفسخ علاقة فورية مع “حزب الله” سيتسبب بمشكلة في البلد وتبين خطة عزل الطائفة الشيعية في لبنان القائمة اليوم بضرب واستهدافها ومحاولة فصلها عن بقية اللبنانيين وهذا يتسبب بحرب أهلية وأنا قبلت العقوبات على شخصي لأمنع ان يصل ذلك الى لبنان”.

وقال: “أتخذ مواقفي الحالية لأمنع الفتنة الداخلية وفي المقابل أي أغراء لرفع العقوبات لن أقبل به لأنها كانت ظالمة وخلفيتها سياسية والاميركيون لم يتحدثوا معي الا بفك العلاقة مع “حزب الله” ولن أقبل بإزالة العقوبات بطلب مقابل”.

كما أكد باسيل أنه “لن يقدم ترشيحه الى رئاسة الجمهورية بهكذا ظروف”، واضاف: “عندما أجد أن ترشيحي يخدم البلد عندها يكون ذلك واجبي “، لافتا الى أنه “في حال حصول توافق داخلي وظروف خارجية تؤمن ان نستطيع الانجاز للبنان عندها أفكر لأنني تعلمت من تجربة الرئيس ميشال عون”.

واضاف: “مع كل اختلافي الكبير مع “حزب الله” وحزني عليهم واجبنا ان نواجه اسرائيل، من هنا قلت إن نزع السلاح لا يكون في قلب المعركة وليس اليوم هو وقت المطالبة بـ1559″، لافتا الى أنني “أتحدث بسيادة لبنان وبحمايته بعد انتهاء المعركة”.

وعن أن الاختلافات مع “حزب الله” كانت شكلية لاعطاء قوة في الشارع المسيحي، رأى أن “هناك خصوبة بالمخيلة”، مضيفاً: “هناك أزمة اقتصادية وكانت بسبب سوء الادارة والفساد وأتحدى العالم أن يثبت تهمة الفساد عليي وهي تهمة للنيل من لبنانيتي”.

وذكر أن “هناك تفككاً للمؤسسات في لبنان وحرب كبرى وبالتالي ليس هو وقت الالاعيب السياسية الصغيرة على قياس من يتخيلون ذلك، فاليوم هو وقت المواقف الكبرى لانقاذ البلد”، خاتماً بالقول: “أدعو الى تعميم التفاهم الذي حصل بين ايران والسعودية وعوضا عن أن نتجه الى ايجابية وليس سلبية بالتعاطي وان نؤمن الصمود للناس باقتصادهم”، والتفاهم الإيراني السعودي يعبر عن المنطق ولست مع السباق لزرع العنف والتطرف وهكذا نواجه إسرائيل مع قدرة الدفاع عن نفسنا، والسعودية تقدم نموذجاً في هذا الإطار وهكذا أرى لبنان والمشرق في هذا التناغم فيهتم كل أحد بشؤون بيته الداخلي ويتفاعل مع محيطه إنسانياً واقتصادياً”.