أبشع أنواع الطائفية والعنصرية :
أن يطلب منك كلما قـ.ـتـ.ـل علو ي (ولو ١ فقط)،
١- أن تبدأ بالبكاء والعويل بكل وأشد الطرق، وتعلن الحداد المفتوح.
٢- وأن تستخدم أقسى عبارات الإدانة، عبارات لم تستخدمها ولا في قـ،ـتـ.ـل مليون من السنة.
٣- أن تصف ما حصل بالمجز رة أو المجا زر ولو كان الضحية شخصاً واحدا.
٤- وأن لا تحصر الإدانة في شخص أو مجموعة أشخاص أو جماعة، وإنما تستخدم عبارات إدانة واسعة جداً، تتسع للعهد الجديد ولكل السنة في سورية أو كل السنة في العالم (أكثر من مليار شخص)، وتحملهم المسؤولية.
٥- أن تصف الفاعلين السنة بأقسى الأوصاف (هـ.ـمـ.ـج، و حوش، أو باش ..) وليس فقط مرتكبين، أو متجاوزين، أو مدانين، أو حتى مجرمين.
٦- وأن تعتبر قـ،ـتـ.ـل العلو ي أخطر وأعظم بما لا يقاس من قـ.ـتـ.ـل السنة. يعني يجب أن تشجب ما حل بشاب علوي واحد أكثر بكثير مما تشجب قـ.ـتـ.ـل ألوف من السنة.
٧- أن تعتبر أي اعتداء على علوي، ولو شخص واحد، يبرر ما فعله النظام القرداحي من فظائع مروعة طوال ٥٤ سنة، ويجعل الفاعل أو الفاعلين أو المسؤولين (وهم السنة كما رأينا) يستحقون ما حل بهم طوال ٥٤ سنة من الحكم الطائفي القرداحي، وأكثر، ويسمح ويبرر أي رد فعل من الضحايا (وهم العلو ييون كما رأينا) بما في ذلك طلب التدخل الأجنبي، وارتكاب كل أنواع الجرا ئم.
٨- وأن تصف أحداث الساحل بأنها إبادة جماعية، وطائفية. ليست جرائم قتل عادية، وإنما إبادة، دافعها طائفي، والجاني فيها السنة، والمجني عليهم هم العلويون.
٩- أن تذكر، وتظل تذكر، القصة الشخصية للضحية العلوي، إسمه، وصورته، وكيف قـ.ـتـ.ـل، واللحظات الصعبة التي عاشها، وأسرته، واسم بلدته..، ولا تفعل ذلك إذا كان الضحية من السنة.
١٠- (وهذه أفظع الفظائع) وأن تسلط كل الأضواء على قتل العلويين، ولا تذكر قتل المدنيين السنة، يعني قتلى مدنيين من طرفين بنفس المكان ونفس الزمان، تذكر واحد وتنسى الآخر كلياً.
صفحات الندابين (وهم تقريبا كل المثقفين والعلمانيين والإلحاديين والأقلويين السوريين) هي الآن مثال على ممارسة أبشع أنواع التمييز العنصري والطائفي، وهو التمييز بين الضحايا.
مثلا، هل تعلم أن ضحايا أحداث الساحل (في ٦ و ٧ و ٨ و ٩ آذار ٢٠٢٥) بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان (ممولة ومراقبة من دول أوربية) هم ٨٠٣ أشخاص يفهم من السياق أن ٤٢٠ منهم علويون و ٣٨٣ من السنة.
وأن الضحايا بحسب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (مديره مازن درويش، وهو علوي مناهض للعهد الجديد) هم ١١٦٩ والرقم يضم الضحايا من العلويين والسنة المدنيين، ولا يستبعد أن يضم الرقم قـ.ـتـ.ـلى من فلول (بقايا مجرمي) النظام السابق من العلو يين الذين قـ.ـتـ.ـلوا وهم بين المدنيين، أو لا يحملون أي إشارات تدل على أنهم جهة غير مدنية.
ومع ذلك :
– توصف الأحداث بأنها مجا زر (بالجمع)
– وانها ارتكبت بحق العلو يين (رغم وجود ضحايا أبرياء من السنة هم على الأقل ثلث الضحايا، وعلى الأرجح هم نصف الضحايا تقريبا)
– وأن الفاعل سنة، مع أن مسبب الأحداث ومفجرها ومرتكب ثلث إلى نصف الجرائم، هم من العلويين
– وأن عدد الضحايا العلو يين ألوف مؤلفة (قال البعض ٢٠ ألف وقيل ٢٢ ألف وقيل ٤٠ ألف وهذا كذب ومحض خيال)
– وأنها من أخطر المجازر في التاريخ البشري (وهذه هلوسة ففي التاريخ مجازر ضحاياها بمئات الألوف والملايين وعشرات الملايين..)
– وأنها الأخطر في تاريخ سورية (وهذا كذب فأخطر منها بكل المقاييس وبفارق كبير جدا مجرزة حماة، ثم مجازر غوطة دمشق وحمص والحولة ودير الزور.. والمجازر المفتوحة التي استمرت لسنين في سجن صيدنايا وسجن تدمر وقصف المدنيين ببراميل المتفجرات والكيماوي والطائرات والصواريخ والأسلحة المحرمة دوليا.. وكل ضحايا، وبنسبة ١٠٠ ٪ من السنة).
* لقد أمضيت عشرات السنين من عمري في محاولة دفع المثقفين والمسيسين السوريين ووسائل الإعلام للاعتراف بحقيقة أن قـ.ـتـ.ـل النظام القرداحي لمليون من السنة، هو إبادة جماعية، وطائفية، ليست مجرد استبداد ولا قـ.ـتـ.ـل عادي، الجاني فيها (من اتخذ القرار وأمر بتنفيذه) من العلو يين، والمجني عليهم من السنة. ولم أنجح في ذلك مطلقا.
لكن بعد يوم واحد من أحداث الساحل صار كل هؤلاء المثقفون والمسيسون ووسائل الإعلام يتحدثون عن إبادة جماعية، طائفية، ارتكبها السنة، بحق العلو يين.
والأفظع أنهم لا يصفون جرائم ارتكبت في نفس الأحداث، في نفس المكان (في الساحل) والزمان (٦ و ٧ و ٨ و ٩ آذار ٢٠٢٥) ارتكبها علو يون بحق أبرياء سنة، لا يصفونها بأنها جرا ئم أو أفعال إبا دة، ارتكبها علو يين بحق السنة. وغالبا يتجاوب الحديث عنها كلياً.
ألوف من الكتاب والصحفيين والمثقفين والمسيسين العلمانيين والإلحاديين والأقلويين السوريين فعلوا ذلك، ويفعلون الآن.
هذا التمييز في التعامل مع الضحايا هو قمة الطائفية والعـ.ـنـ.ـصـ.ـرية والانحياز المقيت والبدائي، وهو يزر ع في نفوس السوريين السنة إحساس عميق وصادق بالمظلومية اللامحدودة والتعرض للتمييز الحا قد وغير المبرر.
Comments are closed for this post.