عن قصد، وبفعل فاعل، يتم إغراق المتابع للشأن الكردي السوري، بأسماء كثيرة، معظمها تحمل معاني عامة، غير محددة (الإدارة الذاتية، الاتحاد الديمقراطي، قوات حماية الشعب، قوات حماية المرأة، قوات سورية الديمقراطية، مجلس سورية الديمقراطية..). وللإغراق في التعميم، والتعمية، وإخفاء الحقيقة، يشار إلى هذه المسميات بالأحرف الأولى لها (بيدة، يبغه، يبجه، قسد، مسد..).
والحقيقة أن كل تلك الأسماء، والكيانات، شكلها حزب واحد، ويقودها شخص واحد. شكلها حزب العمال الكردستاني (البككة) وهو تنظيم عسكري تركي يجمع بين التطرف القومي الكردي والشيوعية الستالينية العنيفة، مصنف إرهابي من قبل عشرات الدول، تشكل عام ١٩٧٨برعاية حافظ الأسد، وفي مناطق سيطرته في سورية ولبنان. زعيم البككة هو التركي الكردي عبد الله أوجلان، الذي اعتقل عام ١٩٩٩، ويحل محله الآن جميل بايق، وهو موجود في جبال قنديل شمال العراق.
حزب البككة شكل فرعاً سورياً عام ٢٠٠٣ سماه الاتحاد الديمقراطي (البيدة)، رئيسه صالح مسلم.
شكل البيدة عام ٢٠٠٤جيشاً سماه وحدات حماية الشعب (يبغه) رئيسه مظلوم عابدي.
وشكل عام ٢٠١٢جهاز أمن وشرطة (الأسايش).
وشكل عام ٢٠١٣ جيشاً خاصاً بالنساء سماه وحدات حماية المرأة (يبجه).
وشكل عام ٢٠١٣ كياناً مستقلاً، فيه مواصفات الدولة، سماه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وشكل عام ٢٠١٥ميليشيا سماها قوات سورية الديمقراطية (قسد).
وشكل مجلساً سياسياً لها سماه مجلس سورية الديمقراطية (مسد).
احتلت هذه الكيانات أراض شاسعة من سورية، تعادل ربع مساحة سورية، وتضم ثلثي ثروات سورية الطبيعية من النفط والغاز والماء والكهرباء والقطن والقمح والثروة الحيوانية.. احتلت كل المدن والبلدات ذات الأغلبية السكانية الكردية، ثم المدن والبلدات التي فيها أقلية من الأكراد، ثم بدأت باحتلال مدن وبلدات عربية ليس فيها أكراد ( لرقة والطبقة ودير الزور والشدادي وتل رفعت..) وكادت عام ٢٠١٦ تمتد من العراق إلى البحر المتوسط، وبقي لها عدة كليومترات لتخنق سورية، وتقطع كل صلة برية تصلها بتركيا وأوربا، وتحرمها من ثرواتها، وتحول ما بقي منها إلى منطقة محاصرة غير قابلة للحياة، لولا عملية درع الفرات التي قامت بها تركيا والمعارضة السورية، فقطعت هذا التمدد شمال حلب، وحالت دون خنق سورية بكيان عنصري ستاليني توسعي.
أدلة على أن قسد ومسد تابعين لليبغة، واليبغة واليبجة والإدارة الذاتية والأسايش تابعين للبيدة، والبيدة تابع للبككة، :
– صور مؤسس البككة عبد الله أوجلان مرفوعة في كل موقع لهذه الكيانات.
– ألون أعلام كل هذه الكيانات هي نفس ألون علم البككة وخاصة نجمته الشيوعية الحمراء.
– العقيدة، والشعارات، والأهداف لكل هذه الكيانات، واحدة.
– عند إبرام أي جهة اتفاقاً مع البككة، تلتزم كل هذه الكيانات بتنفيذه، وإذا قصرت بتنفيذه يلام البككة.
– يوجد صور لقادة هذه الكيانات مع عبد الله أوجلان، أو قيادات البككة، أو في معسكرات البككة.
تحظى هذه الكيانات بدعم علني أمريكي وروسي وإسرائيلي ومن النظام السوري، وهدفها تحويل شمال سورية وشرقها إلى كيان عنصري توسعي يلغي وجود سورية، ويشكل قاعدة لشن حرب طويلة، على تركيا، قد لا تنتهي أبداً.
منصة الأيام
Be the first to write a comment.