الإبا دة الجماعية هي أكبر وأخطر الجرائم في الوجود، وكل ما سواها جرائم أقل خطورة. ولا يوجد شعب في العالم تعرض للإباد ة ويمنع من أن يقول (مجرد قول) أنه تعرض للإ بادة، إلا السنة السوريون.

ارتكبت في سورية إبا دة جماعية بحق مكون واحد فقط : كل من تم قصفهم من المدنيين بسلاح الدمار الشامل الكيماوي، وبراميل المتفجرات العشوائية، والطائرات، والصواريخ، والأسلحة المحرمة دوليا.. وكل من هجروا وعاشوا في مخيمات اللاجئين.. هم من مكون واحد فقط، وحصراً، هو المكون السني.

ولم يعامل نفس المعاملة مكونات أخرى ثارت وحملت السلاح ضد النظام (الدروز مثلاً)

وكل من خططوا لإبا دة السنة، وأصدروا الأوامر بتنفيذها، وأصحاب القرار فيها، هم من مكون واحد فقط، وحصراً، هو المكون العلو ي (المخطط والآمر وصاحب القرار هم من المكون العلو ي، وليس هو المكون العلو ي)

وأفظع جريمة ترتكب بحق السنة، (أفظع من جريمة الابا دة الجماعية نفسها) هي جريمة منع السنة من أن يقولوا نحن تعرضنا لإبا دة جماعية أدت لقتل أو تهجير أكثر من ١٠ ملايين منا.

وأفظع من جريمة الإبادة الجماعية نفسها، منع السنة من قول أن من خطط وأمر بارتكاب هذه الجريمة الفظيعة بحقهم كلهم من مكون واحد (علو يون وليس العلو يون)

المخططون ومصدري الأوامر وأصحاب القرار هم حافظ الأسد وعلي دوبا وعلي حيدر ومحمد الخولي وبشار الأسد وحافظ مخلوف وماهر الأسد.. وكلهم علويون أو نصيريون

طبعاً منفذي الأوامر من كل المكونات، وهذا لا قيمة له، ولا ينفي هوية من خطط وأمر وقرر. تماما مثل الفظائع التي ارتكبتها فرنسا في سورية والجزائر، أمر بها وخطط لها فرنسيون، ونفذها جنود من عدة جنسيات (أغلبهم أفارقة)، ولذلك هي تنسب إلى فرنسا وحدها، وللجيش الفرنسي وحده، وللقيادة الفرنسية وحدها.

ومثل ذلك المذبحة العظمى التي جرت في ألمانيا وجوارها في الحرب العالمية الثانية، نفذها أناس من كل الأديان والطوائف والجنسيات، بما في ذلك أناس من دين الضحايا أنفسهم، ولكن الإبادة ستظل تنسب لمن خطط وقرر وأصدر الأمر (وهم من لون واحد)، والضحايا سيظل يقال أنهم من الدين الفلاني.

في سورية ارتكبت مذبحة عظيمة، إبا دة جماعية، خطط لها وقرر وأمر بتنفيذها علو يون (وليس العلويين) بحق ملايين من السنة. ومن ينكر ذلك، أو يمنعنا من قول هذه الحقيقة الساطعة، يكون أقسى وأوحـ.ـش من مرتكبي الإبا دة أنفسهم.

أما السنة الذين يقبلون التغاضي عن الإبادة التي تعرض لها السنة، أو القول عفا الله عما مضى، فعليهم التعلم من الأرمن، وأولاد عمنا.

أولاد عمنا يتحدثون يوميا عن تعرضهم للإبادة الجماعية قبل ٨٠ عام، ويفرضون علي دول العالم معاقبة من ينساها أو يشكك بها أو يقلل من قيمته أو يضيع المسؤولية عن ارتكابها، وسيظلون يفعلون ذلك.

أما الأرمن فمحور حياتهم، وسلوكهم، ومواقفهم من العالم أجمع، تتعلق بأحداث جرت قبل ١١٠ و ١٢٠ سنة.يتصرفون كأنها حصلت اليوم، وكثير من السوريين يتصرفون وكأن الابادة التي تعرضت لها الأغلبية لم تحصل أبداً، أو عفى عليها الزمن.

ومؤخراً أصدر أولاد عمنا قانون يقضي بالحبس ٥ سنوات لمن ينكر أن ما جرى في ٧ / ١٠ / ٢٠٢٣ مذ بحة ارتكبتها الحركة الفلسطينية بحق الكيان، وما جرى (وفق أرقام ورواية ومصطلحات أولاد عمنا) هو مقتل ١٢٠٠ شخص، منهم ٤١٣ عسكري ورجل أمن و ٧٨٧ مدني.

تخيلوا، أن من ينكر أن قتل ٧٨٧ مدني في الكيان يعتبر منكر لمذ بحة (جريمة إ بادة) ويعاقب بالحبس خمس سنوات، وأن من ينكر قـ.ـتل مليون سني سوري، أو يهون من خطورة قـ.ـتلهم، أو ينكر هوية الجاني أو ينكر هوية المجني عليهم، لا يخشي أي شيء، وربما يعتبر مثقف، ومتسامح، وراقي، ومتحضر، ويعتبر من يصف قتـ،ـل المليون بالإبادة هو الطائفي والمتخلف والمحرض الذي يجب أن يعاقب.