سألني : لماذا لا تتوقف الحملات عليك يا أحمد كامل ؟

أجبت : لا أعرف دوافع صاحب كل حملة، لكنها بالتأكيد واحدة من هذه الصفات الموجودة في :

١- لا أسكت عن جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السنة العرب في سورية. فكل السوريين يتعرضون للاستبداد والقهر والنهب والتعذيب والإرهاب، لكن السنة العرب وحدهم يتعرضون للإبادة الجماعية وقد قتل أو شرد ٥٠٪ منهم (٩ ملايين نسمة). وأنا أريد الحرية لكل السوريين، وأريد أن تتوقف إبادة السنة العرب (ومجرد ذكر اسم السنة العرب يستفز الأقلويين من النظام والمعارضة، ويجرح طقم نظريات وفلسفات المثقفين من النظام والمعارضة..).

٢- أريد الحرية لكل عربي. فما أتمناه وأعمل له لسورية، أريده وأعمل له لكل الأقطار العربية بدون استثناء، ولا أسكت على حاكم عربي مستبد (وهذا يجلب لي عداء تابعي الحكام العرب في سورية وكل مكان).

٣- لا أسكت على الاحتلال الإيراني لسورية والعراق ولبنان واليمن، ولا على الاحتلال الروسي لسورية وأوكرانيا (وهذا يجعل الجهات التابعة لإيران وروسيا تصنفني عدواً).

٤- أنا ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان السوري، وأفضح جوهر هذا الاحتلال، ودوره المخرب في سورية، وتحالف الأقلية اليهودية مع عدة أقليات في فلسطين وسورية (وهذا يجعلني مغضوباً عليه من المتصهينين).

٥- لا أتوقف عن ذكر احتلال “أكراد” لأراضي عربية في سورية تعادل أضعاف المناطق الكردية في سورية (وهذا يجعلني عدواً لتنظم بككة، ولأنصاره المعلنين، وغير المعلنين الذي يقولون أنهم ضده وهم معه بكل عواطفهم ويؤيدوه في احتلاله أراضي عربية سورية وتكريدها).

٦- أوضح باستمرار أن العلمانية هي فصل (إقصاء) الدين عن الدولة، وأن هذا استبداد ومخالف لهدف الثورة وهو الدولة الحرة المدنية الديمقراطية التي لا تقصي أحداً. وأفضح باستمرار أن العلمانية عند غالبية المثقفين والكتاب والأقلويين السوريين المؤيدين والمعارضين للنظام، هي سحق الدين والمتدينين وفصلهم عن الدولة والمجتمع (وهذا يجلب علي كره العلمانيين وفق مفهوم فصل الدين عن الدولة فقط، وكره العلمانيين وفق مفهوم فصل الدين والمتدينين عن الدولة والمجتمع وكل شيء).

٧- أنتقد وأكشف أخطاء وهيمنة عزمي بشارة الذي يسيطر على غالبية الكتاب والصحفيين والمثقفين السوريين (الأمر الذي يجعلني بمواجهة أخطبوط، يرتبط به أكثر من ٨٠٪ من الكتاب والصحفيين والمثقفين السوريين).

٨- أفضح بقسوة الكذابين والدجالين الذي يبيعون الناس الوهم وأحلام اليقظة ليستغلوا مأساتهم، وأثقب غرور الباحثين عن السلطة والظهور والشهرة (وهذا يفقد الكذابين والطامحين للسلطة صوابهم، ويحولني إلى عدو لدود لهم، ولأتباعهم)

٩- أذكر مميزات حراك السويداء وأذكر نواقصه (وهذ أمر يستفز ويغيظ ويستعدي من يريدون من كل السوريين الركوع لحراك السويداء وتقديسه وتنزيهه عن النقد والنقص واعتباره هو الثورة الصحيحة ، أما ثورة ٢٠١١ فثورة غبية ومتخلفة وانتحارية، هي المسؤولة عن ضحاياها وليس النظام).

١٠- أعلن انتمائي للإسلام، وللسنة، وللعرب، وأظهر أسباب حقيقية للفخر بهذا الانتماء، في وقت يخفي الناس فيه انتماءهم هذا، ويخافون من إعلانه، ويحاولون التبرؤ منه (وهذا يجعلني شخصاً يسير عكس التيار المهيمن حالياً، ويجعلني هدفاً لكل من يعادي الإسلام، والسنة، والعرب، في قلب المجتمع السوري، وفي كل مكان).

١١- أمارس الحرية، وخاصة الحرية الصحافية، كما تعلمتها ومارستها في أهم المؤسسات الإعلامية في العالم. بينما غالبية الناس في بلادنا لم بتعودوا بعد على الحرية، وخاصة الحرية الصحافية. يعتقدون أن الحرية هي أن تقول ما تشاء وتشتم وتذم من تشاء، ولم يفهموا بعد أن الحرية تعني أيضاً تعرضك أنت للنقد المؤلم، وكشف عيوبك ونواقصك والتهكم عليك من قبل الآخرين، وخاصة الإعلام. (والنتيجة في غاية البشاعة والخطورة : كل نقد نوجهه نحن الصحفيون إلى شخص أو جهة، يتحول لحالة عداء مرير وكره أعمى ورغبة جامحة، وأحياناً إجرامية، بالإيذاء والانتقام منا).

١٢- أحب الفنون والرياضة، لكنني لا أعظم الفنانين، وأكره المائعين والفاجرين منهم، وأنبه الناس إلى أنهم غالباً أشخاص سطحيون، إباحيون وحيوانيون ويهدمون أركان المجتمع، ويخدرون الناس عن مشاكلهم الحقيقة (وهذا ما يسلط علي فجور أفجر الفنانين، ومن يعبدونهم من البسطاء من شعبنا، ويسلط علي غضب من يحبون أن تشيع الفاحشة في مجتمعنا)

١٣- أذكر عيوب تركيا، وأذكر حسناتها (وهذا يجعلني أخسر من يعبدون تركيا وحكومتها، وأخسر من يرون تركيا شيطان شرير ولا يرون إلا سلبياتها)

١٤- لم انتمي بحياتي لحزب أو جماعة، ولم أخدم أي نظام أو دولة ولا للحظة واحدة، ومنذ ٧ سنوات لا أعمل في أي مؤسسة إعلامية (هذا يجعلني متحرراً من قيود الانتماء ومن قيود التبعية السياسية ومن قيود أرباب العمل، وربما هذا يغيظ المقيدين)

١٥- الأهوال التي عاشها مجتمعنا، والمخاطر العظيمة التي تحيط به، والأعداء الكثر الذي يطعنونه، والتخريب المنظم الذي يتعرض له، واستعداد ذاتي لديه، و ترسبات سلبية من ألوف السنين، كل ذلك جعل كثير من أبناء مجتمعنا يفجرون عند الخصومة، يستسهلون الطعن والتخوين والافتراء والكذب، ذمتهم واسعة، ويكرهون من يقول لهم الحق، وخاصة من يقول لهم حقيقتهم.

أخيراً : التعرض للحملات والافتراء مؤشر على صحة الطريق، وعلى أن ما أفعله مؤثر، ويؤذي من يعادونني، وإذا مضت فترة بدون حملة علي، فإنني أشعر بالقلق، أشك بصحة وجدوى عملي، وأسأل نفسي هل فعلت (لاسمح الله) ما يرضي هؤلاء الأعداء ؟ فأعود للتمسك أكثر بهذا الخط الذي اخترته عن وعي وإدراك.. ومن زمان.