١- ينظر السوريون، وخاصة الأغلبية السنية، منذ الثورة السورية ضد فرنسا عام ١٩٢٥ وحتى عام ٢٠٢٥، نظرة إيجابية للغاية للدروز وخاصة لزعيمهم سلطان الأطرش، ولحراك السويداء ٢٠٢٢
.
٢- بعد سقوط النظام ٢٠٢٤ قدم العهد الجديد للسويداء عروضا مميزة للإدارة الذاتية، والأمن الذاتي، وتعامل مع السويداء بطريقة لم يتعامل بها مع أي محافظة أخرى.
.
٣- شيخ الدروز حكمت الهجري ومعه نسبة عالية من دروز سورية، رفضوا عروض العهد الجديد، ووقفوا موقفاً سلبياً جداً من تحرر الأغلبية السنية، وخلاصها من الابادة التي استمرت ٥٤ سنة. وقفوا ضد حكم الأغلبية، وحولوا السويداء لقاعدة لكبار مجرمي وفلول العهد البائد الإبادي الطائفي الأسدي، وكل عدو للأغلبية والعهد الجديد، وتحالفوا مع أوحش وحوش الأرض : النتن.
.
هنا بداية المشكلة، وهنا سبب كل ما حصل بعدها.
وارتكب الهجري ومن معه من الدروز هذه الجريمة (التحالف مع النظام البائد ومحاولة إعادته، والتحالف مع النتن ضد الأغلبية المذبوحة الخارجة لتوها من الجحيم) قبل أحداث السويداء وقبل أحداث الساحل بكثير.
.
أحداث السويداء كانت نتيجة للاحتقان الذي تسبب به الهجري بوقوفه ضد خلاص الأغلبية من الإبادة الحقيقية (مليون قتيل و١٠ ملايين مهجر قسريا) ، ووقوفه مع فلول النظام، وعمله على إعادة النظام، وتفتيت سورية (وقوفه مع قسد ومع الانفصاليين العلويين) وتحالفه مع عدو سورية والإنسانية النتن.
.
٤- أحداث السويداء :
بحسب تقارير لمنظمة العفو الدولية والأمم المتحدة والشبكة السورية (الأوربية) لحقوق الإنسان والاتحاد الأوربي .. قتل في أحداث السويداء حوالي ١٥٠٠ شخص ، من ٤ فئات :
– دروز مدنيون أبرياء
– دروز مسلحون جناة
– سنة أبرياء (بالمئات)
– سنة مسلحون جناة
.
منظمة العفو الدولية قالت أن الحكومة السورية مسؤولة عن مقتل حوالي ٤٠ شخص فقط، من أصل ١٥٠٠ قتيل في السويداء، وجميع التحقيقات المحايدة أكدت أن قوات الحكومة منعت تعرض المدنيين لخسائر أكبر، بتدخلها لكبح المسلحين السنة والمسلحين الدروز.

٥- من لا يرى في الاحداث إلا الأبرياء الدروز القتلى، إنسان عنصري، بغيض، لا يمت للإنسانية، ولا للوطنية، ولا للحقوق، ولا للحضارة.. بأي صلة.
.
وهؤلاء كثيرون جداً. بالنسبة لجميع الأقلويين والإلحادويين والعلمانويين السوريين تقريبا، ما جرى في السويداء هي مذابح (بالجمع) وإبادة جماعية، ارتكبها السنة بحق الأبرياء الدروز. مع أنه قتل أبرياء سنة بالمئات، على يد جناة دروز، في نفس المكان، وفي نفس الزمان، وبين نفس الأطراف.

٦- وأسوأ منهم من يرى في الهجري زعيما علمانيا حداثيا ديمقراطيا يسعى لدستور سوري حديث يحفظ حقوق الإنسان والأقليات لكل السوريين.
.
الهجري يرفع شعارات العلمانية والديمقراطية والمساواة وحقوق الأقليات، وهو في الحقيقة، في مملكته في السويداء، طاغية، يمارس ضد الأقليات في السويداء (السنة والمسيحيين)، وضد القوى السياسية في السويداء، وضد رجال الدين الدروز المنافسين له، أبشع أنواع القمع والاستبداد والتمييز العرقي والطائفي والتهجير القسري، والخطف، والتعذيب، والقتل، والإرهاب.
.
ولم يقم الهجري، ولا مرة واحدة، بأي إجراء علماني، أو ديمقراطي أو حداثي في مملكته الصغيرة. ولا يتوانى عن ارتكاب أحط الجرائم : الاستيلاء على المساعدات الإنسانية، وبيعها، والتعامل مع عصابات الجريمة المنظمة (المخدرات، والاتجار بالبشر والأعضاء البشرية، والتهريب، وسرقة السيارات..) وفرض الأتاوات والخوات، والسطو.. وكل ما تأنف النفس البشرية أن تسمع عنه، لا أن تراه أو تمارسه.
.
٧- أكبر الجرائم التي ارتكبها حكمت الهجري ومن معه من دروز سورية، هي التحالف مع عدو سورية الأشرس، ومحتل أرضها، والمتآمر على تفتيتها وإضعافها (الكيان).
.
وهو تحالف قديم، وامتداد لتحالف شيوخ دروز فلسطين مع الكيان، وليس مجرد ردة فعل اضطرارية للدفاع عن النفس، كما يحاول أن يوهم البسطاء، وكما يزعم من يريدون تبرير الخيانة العظمى التي ارتكبها الهجري والكثير من دروز سورية معه.
.
٨- النظرة الإيجابية للسوريين (وخاصة الأغلبية السنية) تجاه الدروز، والتي دامت ١٠٠ عام، انقلبت إلى النقيض، انقلبت إلى صدمة، وخيبة أمل كبيرة وتساؤل مرير : لماذا يرفضون تحررنا من أسوأ عهد مر علينا، وخلاصنا من الإبادة !؟ لماذا يتحالفون مع أعدى أعدائنا، وأحط البشر : النتن، والأسد !؟ وهل حقاً هم ليسوا لا عرب ولا مسلمين وكانوا يمثلون علينا غير الحقيقة منذ ألف عام !؟