– الأمريكان بحاجة ماسة وعاجلة لموافقة تركيا على انضمام السويد وفنلنده لحلف الناتو
– والروس بحاجة ماسة لتركيا في صراعهم المصيري مع الأوكرانيين

الأتراك يريدون الاستفادة من حاجة الطرفين الأمريكي والروسي لهم في هذه اللحظة، ليوسعوا المحرر من سورية (المناطق التي يسيطر عليها مقاتلون ضد النظام والجيش التركي، أي المناطق الخضراء على الخريطة)، وتصغير المناطق التي تحتلها مليشيات البككة-البيدة-قسد (المناطق الصفراء على الخريطة)

الأتراك سيعملون ذلك (تكبير المحرر وتصغير المحتل من قبل البككة-البيدة-قسد) لمصلحتهم هم فقط، وليس كرمى لعيون السوريين، ولكن السوريين لديهم مصلحة في حصول ذلك أكبر ألف مرة من مصلحة الأتراك. لأن مليشيات البككة-البيدة-قسد تشكل خطراً على أمن الأتراك، أما بالنسبة للسوريين فهي تشكل خطراً جسيماً على وجودهم ووجود سورية. للأسباب التالية :
١- ميليشات البيدة-قسد التابعة لتنظيم البككة (الشيوعي المستبد الأجنبي الذي ليس في قيادته ولا واحد سوري) تحتل ربع الأراضي السورية، تحتل مدن ليس فيها أكراد، تحتل مناطق تعادل أضعاف مناطق تواجد الأكراد في سورية
٢- تمارس ميليشات البكك-البيدة-قسد تجاه غير الأكراد سياسات قومية عدوانية، مستبدة، معادية للحرية. تمارس أعمال عدوانية وتهجير بحق العرب والتركمان والسريان والآشوريين السوريين، وتقمع كل كردي سوري لا يخضع لها
٣- تهيمن الميليشات هذه بالقوة المحضة على ثلثي ثروات سورية، ومنها كل الثروات الاستراتيجية (النفط والغاز والقمح والقطن والماء والكهرباء والثروة الحيوانية ومشتقتاتها..). تسرق هذه المليشيات ومنذ سنوات مئات ألوف براميل النفط السوري يومياً (قيمتها مليارات الدولارات)
٤- تتواطأ المليشيات مرة مع روسيا، ومرة مع أمريكا، ومرة مع إسرائيل، ومرة مع إيران، ومرات مع النظام القرداحي. ولكنها لم تكن ولا مرة مع الشعب السوري وثورته. وطعنت الثورة السورية طعنات عدة مرات. وتنشر كراهية الثورة بين الأكراد
٥- عند ميليشات البككة-البيدة-قسد مشروع لخلق كيان توسعي يخنق سورية ويقطع صلتها البرية بالعالم ويحرمها من كل مقومات الحياة، ويجعل ما يتبقى منها مجرد منطقة محاصرة فقيرة، أفقر من أفقر دولة في العالم.

المليشيات كانت عام ٢٠١٦ على وشك تحقيق المشروع، كان باقي لها احتلال بضعة كيومترات فقط شمال حلب، لتسيطر على كل شمال سورية، من العراق حتى البحر المتوسط، أي لتخنق سورية، لولا التدخل التركي الذي أوقف تمدد المليشيات، ثم بدأ يدفعه للتراجع.

من لا يبالي بخطر وسرقات وأفعال واستبداد ومشروع هذه المليشيات، هو شخص لا يمت إلى الحرية ولا إلى الثورة ولا إلى الحق ولا إلى الوطنية السورية بأي صلة.

– لا أحد يعرف حجم ومكان المساحة التي ستخرج من احتلال البككة-البيدة-قسد وتنضم للمحرر. كل ما يقال توقعات وتخمينات ومزاعم. لكن الأكثر منطقية هو تحرير منطقة تل رفعت أولأ، ثم ربط المحرر (وصل نبع السلام بدرع الفرات، أي وصل المنطقتين الخصراوين في الشمال) ثم تحرير شرق رأس العين حتى الحسكة إن كانت التنازلات الروسية الأمريكية تصل لهذا الحد.

أما تحرير حلب فمستبعد، لأنها تساوي نصف سورية، وتخلي الروس عنها يحتاج من تركيا ثمناً كبيراً جداً مثل منع دخول السويد وفنلندا إلى حلف الناتو إلى الأبد، وهذا يغضب الأمريكان والأوربيين غضباً كبيراً جداً جداً لا تتحمله تركيا.