بين مدرسة ملالي إيران وسلفهم وبين العرب من جهة أخرى أسوأ ما صنع الحداد في تاريخه فقد كانت ولازالت تلك المدرسة بشقي إدارتها ومنهجها (الشاه والملالي) بئس الجار وأخطر الوباء وسيبقى الحال مادامت المدرسة قائمة ومن يعرفها أي المدرسة يدرك عواقب القرب منها والرضوخ لها ويعلم كيف يتعامل معها.

أجادت هذه المدرسة العدوانية في الحقبة الشاهنشاهية الكريهة التعامل بفن إدارة الصراع على أفضل ما يكون وأخضعت العرب بالتلويح وذلك لنهجهم الذي دأبوا عليه نهج الدبلوماسية وحسن الجوار وحسن النوايا وعدم الثقة بالنفس، في حين أن مبدأ التعامل بالمثل مبدأٌ مشروع ومعمول به في مسار العلاقات الدولية؛ ثم جاء الملالي خلفاء الشاه المؤتمنين على نفس المسيرة بإخلاص ليكملوا ما بدأه الشاه وأبيه من عجرفة وغطرسة فارغة وسفاهة معتقدين أن نظامهم المتهرئ لعدم شرعيته قدرة مشروعة تستطيع تركيع كل من حولهم، وهذا ما يتبعه الملالي اليوم مع العرب إذ عمل الملالي من قبل على تركيع العرب من خلال أدواتها: حزب الله وميليشياته وأذرعه التي أسقطت لبنان وأبدعت في أسره، وميليشيات العراق المدجنة التي جعلت من العراق ضيعة للملالي يأسرون شعبها ويحلبون خيرها ويديرون صراعاتهم عليها وتحكم هذه الميليشيا المدجنة حدود طويلة وحرجة مع السعودية والأردن والكويت، وميليشيا الحوثي التي اهلكت اليمن واستنزفت المنطقة، وبشبيحة وعصابات سوريا التي أذلت العباد وشردتهم وحولت الدولة القوية إلى خبر كان ولم تبقى سوى بيئة أشبح مرعبة، ومعارضة البحرين وإمكانية خلق حراك سياسي داخل السعودية، ووصل الملالي إلى المغرب وأساءوا الأدب فيه ولما طردوهم عززوا الفتنة بينه وبين الجزائر وذهبوا إلى موريتانيا ليحاصروا المغرب من الجنوب والشرق…، واليوم بعد تعاظم قدرات الملالي العسكرية وتعاظم أدواتهم وتستر تيار الإسترضاء والمهادنة الغربي عليهم رغم فواح رائحة فضائحهم يتجهون نحو مرحلة جديدة في إدارة الصراع مع العرب بعد ما حققوه من نتائج ضمن السياق التالي :

– أهلكنا البوابة الشرقية للعرب واستعمرناها واستعبدناها وبات خراجها لنا، وحاصرنا جوارها العربي وغير العربي بها ومن خلالها.، وهذا أمر شرحه يطول.

– أهلكنا سوريا وقاتلنا فيها بأموال عراقية، وأخضعناها وشردنا أهلها وسنستبدلهم بقوم آخرين وحاصرنا العرب وغير العرب في الشمال من خلالها والجولان بخير.

– أغرقنا البلدان العربية في المنطقة بالسلاح المنفلت والعصابات والمخدرات وباتت لغة لي الذراع والترويض ممكنة على كافة الأصعدة.

– أرينا العرب جحيم الموت وسيقبلوا بالحمى.. وفق المثل القائل (من يرى الموت يقبل بالحمى).

– اليوم بعد التمهيد نحن دعاة حوار وسلام مع أحبتنا وجيراننا العرب، والحوار ضرورة لأن العالم اليوم عالم تكتلات نحتاجها نحن الملالي وأسيادنا الصينيين والروس وللعرب أهمية بالغة وضرورة حتمية ومستعدون لأي تنازل والعراق مستعد للدفع وهو كفيل خسار.

– نقر بأن الدول العربية دول ذات سيادة لذلك سنتحاور مع كل دولة على إنفراد، ولكل إتفاق خصوصيته بحسب أوضاع الدولة وظروفها ولن نمعن في استغلال الظروف ونحتاج مرونة الأحبة في العلاقات.

– لا تقلقوا من قدراتنا التسليحية فهي لحماية المنطقة وحماية أصدقائنا في الجولان.

– لا تقلقوا من قوة حزب الله والحشد الشعبي في العراق وميليشيا الحوثي فهي قوات صديقة وتحت السيطرة ودرع للأمة (…).

– تعرفون أننا كبار وكبار جدا ودخلنا نادي الكبار أصالة عن أفسنا ونيابة عنكم وعن الأمة (الأمة التي لا نعرفها ولا نؤمن بها…) وبالتالي يجب أن نتفق على رؤية سياسية دقيقة منضبطة وجميلة…، وسندافع عن المنطقة وحطب جهنم موجودين من فقراء الإيرانيين والأفغان والعراقيين واللبنانيين والسوريين وإن شئتم أعطونا فقرائكم أيضا للمحرقة فلستم بحاجة إليهم.

– يجب أن نتفق فيما يتعلق بالسياسات النفطية والعسكرية والأمنية الثقافية والعلمية والعلاقات الدولية تحت مظلة إخواننا الصينيين.

– نحن منتجون ومبدعون ومستعدون لتلبية إحتياجاتكم ولن تحتاجوا لغيرنا .. واطمئنوا لن نستغلكم كثيرا جدا.

– طلب أخير .. إن أعدائنا هم أعدائكم ولا يتمنون الخير لنا ولكم ومن وجهة نظرنا من الأفضل إبادتهم، فلا تتركوا أحداً يعكر صفو محبتنا وإخوتنا الصادقة وحسن الجوار بيننا ومسيرة السلام والتآخي وماحققناه من نجاح على هذا الطريق ونعدكم توبة نصوحة لن نسيئ ولن نشتم نتطاول ولا علاقة لنا بعد ذلك بهذه أو تلك الجماعات المسلحة، فأخرسوا تلك الأصوات وكسروا تلك الأقلام وجففوا حبرها واحرقوا أوراقها.كانت هذه أفعال الملالي في المنطقة هي وأدواتها وأذرعها وما آلت إليه الأمور التي مهدت لحوار إيراني عربي لن يتخطى كونه مجرد سياسة إدارة صراع يمتلك الملالي فيها كل الأوراق والأدوات ووسائل تحقيق المصالح والأهداف، ولا يمتلك العرب فيها أي شيء على الإطلاق ولن تتعهد الصين بما كان ويكون بينهم وبين الملالي طويلا ولن تعوضهم عن أية خسائر أو أضرار فهذا حوار وهذه لغة الدبلوماسية التي لا يؤمن الملالي… والعراق ضيعة الملالي وباحتهم الخلفية كفيل خسار ولن يخسر الملالي شيئاً، وتستمر المحنة العربية وتتعاظم وتتكرر؛ وتُعاد وتتكرر.

فأين أنتم سائرون يا عرب