اهتمام العالم كله بضمان حقوق الأقليات في سورية، وخوفهم وقلقهم عليهم، هو أكبر عملية نفاق في التاريخ البشري..

لا تصدقوا هذا النفاق فسورية محكومة من أبناء أقلية منذ ٥٤ سنة، وارتكب هؤلاء (بتواطؤ مع أبناء أقليات أخرى) إبا دة جماعية بحق أبناء الأغلبية حصراً، فقـ تلوا وهجـ.ـروا قسرياً ٩ ملايين من أبناء الأغلبية.

– كل صور الهمجية الفظيعة التي تشاهدونها من سورية الأسد، هي جر ائم ارتكبت بأمر من شخص من الأقلية بحق أشخاص من الأغلبية.
– كل اللاجئين السوريين الذين يعيشون أو عاشوا في الخيام هم من الأغلبية بنسبة ١٠٠ ٪ (لم يعش درزي واحد ولا مسيحي واحد ولا علوي واحد في الخيام منذ ٥٤ عام).
– كل صورة ترونها لقصف بالطائرات أو ببراميل المتفجرات أو بالصواريخ أو بالكيماوي أو بالأسلحة المحرمة.. (٢٠٠ ألف حالة قصف) هو قصف لأناس من الأغلبية السنية بنسبة ١٠٠ ٪. ولم يتعرض المسيحيون ولا الدروز ولا العلويون للقصف ولا لمرة واحدة، منذ ٥٤ سنة.
– كل حي مدمر ترونه في سورية، هو حي سـني تم قصفه بأمر من ضابط علو ي (لا يوجد ولا عمارة واحدة مدمرة كان يسكنها علويون أو دروز أو مسيحيون..)

أكثر من ذلك، يحتل حتى اليوم أبناء أقلية أخرى شرق وشمال سورية، ويمارسون سياسة عنصـ.ـرية ضد أبناء الأغلبية، ويسرقون ٧٠٪ من ثروات سورية، و ١٠٠ ٪ من سلعها الاستراتيجية (النفط والغاز والماء والكهرباء والقمح والقطن والثروة الحيوانية). والعالم كله قلق (وسيبكي ويعوي خلال الأيام القادمة) على حقوق السارقين.

القا.تل في سورية منذ ٥٤ هو من الأقـ،ـليات، والقـ،ـتيل هو من الأغلبية، والعالم كله مهتم بحقوق (وتطمين) القا تل، وليس القتيل.

أتحداكم أن تكونوا سمعتم كلباً واحداً في هذا العالم القذر يتكلم عن ضمان حقوق الأغلبية، أو تعويض الأغلبية، أو على الأقل الأقل ضمان عدم تكرار ما عاشته الأغلبية من أهوال وفظائع مروعة.

أخطر ما في الأمر هو أن أبناء الأغلبية لا يجرؤون على قول هذه الحقائق، رغم سقوط حكم الأقلية، وهروب زعيم الأقلية، لأن عقل السوريين وإعلامهم وثقافتهم كانوا وما زالوا تحت سيطرة أقلويين، آخرهم عزمي بشارة الذي يسيطر الآن على ٨٠ ٪ من الكتاب والصحفيين والمثقفين السوريين.

للمرة الألف أوجه نداء استغاثة للمساعدة في إنشاء إعلام سوري متحرر من هيمنة الأقليات (ومنها الأقلية العلمانية)، لأنه حتى العهد الجديد لا يبدو أنه يستطيع قول الحقيقة.