أمر رئيس الأركان الإيراني الإثنين بإجراء تحقيق في تحطم المروحية الرئاسية.

قدمت الولايات المتحدة الإثنين “تعازيها” إثر مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بحادثة تحطم مروحية، مستبعدة أن يكون لهذا الأمر “تأثير أوسع نطاقاً على الأمن الإقليمي”، إلا أنها ذكرت أن رئيسي كان مسؤولاً عن دعم طهران للشبكات الإرهابية في أنحاء المنطقة.

في المقابل أعلنت إيران أنها ستجري انتخابات رئاسية في الـ28 من يونيو (حزيران) المقبل، وقال التلفزيون الرسمي “تمت الموافقة على موعد الانتخابات خلال اجتماع لرؤساء السلطة القضائية والحكومة والبرلمان”، مضيفاً “بموجب الاتفاق المبدئي لمجلس صيانة الدستور تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الـ14 في الـ28 من يونيو”.

دعم الشعب الإيراني
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان “تعرب الولايات المتحدة عن تعازيها الرسمية بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وأعضاء آخرين في وفدهم في حادثة مروحية في شمال غربي إيران”، وأضاف “في وقت تختار إيران رئيساً جديداً، نكرر دعمنا للشعب الإيراني ونضاله من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
من جهته صرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للصحافيين “نواصل متابعة الوضع، ولكن ليست لدينا أية فكرة عن سبب الحادثة”، مشدداً على عدم “ضلوع” الولايات المتحدة فيه، وموضحاً أن القوات الأميركية لم تغير وضعيتها بعد الحادثة.

طلب المساعدة الأميركية
في السياق أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الإثنين أن إيران طلبت مساعدتها بعد حادثة تحطم المروحية.

وقال ميلر للصحافيين “لن أخوض في التفاصيل لكن الحكومة الإيرانية طلبت منا المساعدة”، مضيفاً أن الولايات المتحدة لم تتمكن من القيام بذلك “لأسباب لوجستية”، وأضاف “سنواصل إنفاذ نظام عقوباتنا بالكامل بما في ذلك على الطائرات التي تستخدمها الحكومة الإيرانية”.

أما المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي فقال للصحافيين إن الولايات المتحدة ستواصل محاسبة إيران على “النشاط المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط”، وأضاف “لا شك في أن هذا كان رجلاً يداه ملطختان بدماء كثيرة”.

دقيقة صمت في مجلس الأمن
ووقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت الاثنين حداداً على الرئيس الإيراني ووزير خارجيته.

وقال الرئيس الحالي للمجلس، سفير موزمبيق بيدرو كوميساريو أفونسو، إن المجلس “يعرب عن تعازيه ومواساته لأسرتيهما ولشعب جمهورية إيران الإسلامية”، وذلك قبل وقوف جميع ممثلي الدول الأعضاء، بمن فيهم مساعد السفير الأميركي روبرت وود.

وعلق السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان في تصريح مصور قائلاً، “لقد رأيتم بالتأكيد. التزم مجلس الأمن دقيقة صمت حداداً على الرئيس الإيراني القاتل رئيسي. أي عار”. وأضاف أردان “أصبح مجلس الأمن تهديداً للسلام والأمن العالميين”.

رضا بهلوي: رئيسي “لا يستحق التعزية به”
قال نجل الشاه الإيراني الراحل الإثنين إن الرئيس الإيراني السابق ابراهيم رئيسي “لا يستحق التعزية به” بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان يُتّهم بأنه أشرف عليها. وحذّر رضا بهلوي المقيم في الولايات المتحدة والذي أطيح بوالده محمد رضا بهلوي إبان “الثورة الإسلامية” في العام 1979 وتوفي في المنفى في العام 1980، من أن وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسات إيران في الداخل أو الخارج.

وجاء في منشور لبهلوي على إنستغرام “، الإيرانيون ليسوا في حالة حداد. إبراهيم رئيسي كان قاتلاً جماعياً وحشياً لا يستحق التعزية به”. وأضاف أن “التعاطف معه إهانة لضحاياه وللأمة الإيرانية التي مدعاة أسفها الوحيد هو أنه لم يعش طويلاً بما يكفي ليشهد سقوط الجمهورية الإسلامية ومحاكمته عن جرائمه”.

وحذر بهلوي من أن مصرع رئيسي، وكذلك وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في التحطم “لن يعدّل مسار” طهران حيث القرار الفعلي بيد المرشد الأعلى علي خامنئي. وقال إن “هذا النظام سيواصل قمعه في الداخل وعدوانه في الخارج”.

وكان بهلوي عضواً رئيسياً في ائتلاف موسّع يضم مجموعات إيرانية معارضة في المنفى، وحدّت صفوفها في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في سبتمبر (أيلول) 2022. لكن الائتلاف انهار من جراء توترات بين أركانه، إلا أن بهلوي لا يزال شخصية مؤثرة بالنسبة للبعض في الشتات.

حداد 5 أيام
وتبدأ الثلاثاء مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له بعد أن لقي حتفه في حادثة تحطم مروحية، بمدينة تبريز شمال غربي البلاد.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا)، إن “مراسم جنازة الرئيس ورفاقه ستقام الثلاثاء عند الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينيتش) في تبريز”، مضيفة أن جثمان رئيسي سينقل لاحقاً إلى طهران.

تحقيق إيراني وتعليق تركي
بدوره، أمر رئيس الأركان الإيراني بإجراء تحقيق في تحطم المروحية الرئاسية، بحسب وسائل إعلام محلية.

أما وزير النقل التركي عبدالقادر أورال أوغلو فأكد الإثنين أن نظام الإشارة للطائرة الهليكوبتر التي تحطمت وهي تقل الرئيس الإيراني لم يكن مفعلاً أو أن الطائرة لم يكن لديها مثل هذا النظام.
وأضاف، “لكن (نعتقد) أن نظام الإشارة لم يكن مفعلاً على الأرجح لسوء الحظ أو أن الطائرة الهليكوبتر لم يكن لديها نظام الإشارة هذا، لأن… الإشارات لم (تظهر هذه المرة)”.

وقالت أنقرة التي نشرت مسيرة تركية طراز “أكينجي” في موقع التحطم مساء الأحد، إن طائرتها سمحت بتحديد مكان حطام المروحية التي كان يستقلها رئيسي وعثر عليها فجراً شمال غرب إيران.

حداد 5 أيام
أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي خمسة أيام حداد في إيران بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي وثمانية آخرين بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، في حادث تحطم مروحية شمال غربي البلاد.

محمد مخبر
وكلّف خامنئي النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولي مهام الرئاسة بعد مقتل رئيسي، وقال “التزاماً بالمادة الـ 131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية”، لافتاً الى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة “في مهلة أقصاها 50 يوماً”.

علي باقري
وعيّنت إيران علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفاً لحسين أمير عبداللهيان، وأعلن المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي أن باقري عيّن “مسؤولاً عن لجنة العلاقات الخارجية للحكومة”.

وخلال أعوام قليلة، انتقل باقري (56 عاماً) من معارضة الاتفاق مع القوى الدولية بشأن برنامج طهران النووي، الى قيادة فريق بلاده في المباحثات الهادفة لإحيائه، والتي بلغت طريقاً مسدوداً منذ صيف 2022.

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، دافع باقري عن التفاوض مع الغرب، وانتقد “أولئك الذين يحاولون، تحت ستار الدفاع عن القيم، إعطاء المفاوضات بعداً معادياً للقيم”، ورأى أن هؤلاء “يريدون في الواقع حرمان طهران من أداة محورية ومهمة لتحقيق المصالح الوطنية”، وفق ما نقلت عنه في حينه وسائل إعلام محلية في طهران.

وولد الدبلوماسي النحيل عام 1967 في منطقة كن بشمال غربي طهران، وحمل كنيتها في اسمه: علي باقري كني.

وينتمي باقري الى التيار المحافظ المتشدد في السياسة الإيرانية الذي ينظر أفراده بعين الريبة الى الغرب، وتولى مهام في السلطة القضائية التي كان يرأسها في حينه رئيسي. وشغل بداية منصب أمين لجنة حقوق الانسان، وبعدها بعامين، عيّن مساعداً للشؤون الدولية، الى أن تمّ تعيينه نائباً لوزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في الحكومة التي شكّلها رئيسي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في 2021.

فرق الإنقاذ
وأعلن الهلال الأحمر الإيراني أن فرق الإنقاذ انتشلت، صباح الإثنين، جثة الرئيس الإيراني وثمانية أشخاص آخرين كانوا في المروحية التي تحطمت الأحد في شمال غربي البلاد.
وأعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند عبر التلفزيون الرسمي عن نقل جثث القتلى إلى تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية حيث وقع الحادث، معلناً انتهاء عمليات البحث.

نعي حكومي
ونعت الحكومة الإيرانية، الإثنين، رئيسي بعيد العثور على المروحية التي كان فيها وتعرضت لحادث الأحد في منطقة جبلية في شمال غربي البلاد.

كما نعت الحكومة مسؤولين آخرين كانوا برفقة رئيس الجمهورية لدى سقوط الطائرة في محافظة أذربيجان الشرقية، وهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وإمام الجمعة في مدينة تبريز علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.

وأكدت الحكومة “للشعب الايراني الوفي والمقدر والعزيز على أن طريق العزة والخدمة سيستمر وبفضل روح آية الله رئيسي البطل وخادم الشعب والصديق الوفي للقيادة التي لا تعرف الكلل. لن يكون هناك أدنى خلل او مشكلة في الإدارة الجهادية للبلاد”.

“حادثة”
ونعت وسائل إعلام إيرانية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له بعيد إعلان السلطات العثور على المروحية التي كانت تقلهم غداة تعرضها لـ”حادثة” في منطقة جبلية وعرة بشمال غربي البلاد وعدم رصد “أية علامة” حياة في الحطام.

وقام مسؤولون حاليون وسابقون بنشر بيانات عزاء عبر منصات التواصل، مثل وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف.

اجتماع طارئ
وعقد اجتماع طارئ للحكومة الإيرانية بعد تأكيد مقتل الرئيس الإيراني.

وتحدثت مصادر رسمية إيرانية عن أن محمد مخبر النائب الأول للرئيس سيصبح الرئيس الموقت لإيران.

وأكدت الحكومة الإيرانية أن وفاة رئيسي لن تسبب “أي اضطراب” في عملها.

وأكدت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء أن رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق لهما لقوا حتفهم جميعاً في حادثة تحطم الطائرة الهليكوبتر.

وأكد نائب الرئيس الإيراني محسن منصوري على منصة “إكس”، أيضاً، وفاة رئيسي في تحطم الهليكوبتر.

وكان مسؤول إيراني أكد مقتل رئيسي وعبداللهيان في حادثة تحطم المروحية التي كانت تقلهما لدى عبورها منطقة جبلية وسط ضباب كثيف.

وأعلنت السلطات الإيرانية فجر الإثنين العثور على المروحية التي كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين بعد ساعات على تعرضها لـ”حادثة” في منطقة جبلية وعرة بشمال غربي البلاد، مؤكدة عدم رصد “أية علامة” حياة في الحطام.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني “عند العثور على المروحية لم تكن هناك أية علامة على أن ركاب المروحية على قيد الحياة حتى الآن”. وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند للتلفزيون الرسمي إنه لم ترصد أية دلالة على وجود أشخاص على قيد الحياة في موقع تحطم طائرة الرئيس.

وكان كوليوند أعلن العثور على المروحية التي كان تقل رئيسي ومسؤولين آخرين، مشيراً إلى أن الوضع “ليس جيداً”.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول قوله “للأسف جميع الركاب لقوا حتفهم على الأرجح في حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني”. وأضافت نقلاً عن المصدر نفسه أن التوقعات ببقاء الرئيس الإيراني على قيد الحياة ضئيلة، مشيراً إلى أن طائرة الرئيس الإيراني احترقت بالكامل في حادثة التحطم.

وفي وقت سابق أشار كوليوند إلى أن فرق الإنقاذ تتجه نحو موقع اكتشفت فيه “رائحة وقود”. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن طائرة بحث وإنقاذ روسية في طريقها إلى مدينة تبريز في شمال غربي البلاد.

وكانت “وكالة الأناضول” للأنباء ذكرت على منصة “إكس” أن المسيرة التركية “أقينجي” رصدت مصدر حرارة يعتقد أنه حطام الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني وشاركت الإحداثيات مع سلطات طهران. وقال الهلال الأحمر الإيراني إن مصدر الحرارة الذي حددته المسيرة التركية مشتعل ويقع بمنطقة “طويل”.

وفي الساعات الأولى من صباح الإثنين عرضت هيئة البث الوطنية صوراً لأعضاء فريق إنقاذ يرتدون سترات لامعة ويضعون حول رؤوسهم مصابيح إنارة وهم يتجمعون حول جهاز تحديد المواقع خلال عمليات البحث سيراً على الأقدام داخل سفح جبل أسود اللون وسط عاصفة ثلجية.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن قائد عسكري إقليمي قوله “نقوم بعمليات بحث دقيقة في كل شبر من منطقة سقوط الطائرة. المنطقة تشهد طقساً بارداً للغاية وممطراً وضبابياً، والمطر يتحول تدريجاً إلى ثلج”.