بعد انعقاد القمة الاستثنائية العربية الإسلامية يوم 11 نوفمبر، التي اتخذت قرارا بـ”كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري”،

ورغم الدعم الشعبي في كل الاقطار العربية والاسلامية ولدى الضمائر الحرة في العالم لهذا القرار،

ورغم نداءات الاستغاثة من طرف المنظمات الانسانية والهياكل الطبية لانقاذ الاف المرضى والجرحى والرضع قبل فوات الاوان،

فإن العالم بأسره، وخاصة شعوبنا العربية والإسلامية تلاحظ أنه لم يتم الانطلاق في تفعيل هذا القرار.

ان عدم الانطلاق في تفعيل هذا القرار هو مشاركة في جريمة حصار غزة وفي الحرب الشنيعة ضد أهلها، وبالتالي مشاركة في قتل أهالي غزة بالتجويع والتعطيش ومنع الدواء والوقود. وهي جريمة لا تقل بشاعة عن القتل بالقصف المتعمد.

واذ يحمّل المجلس العربي المسؤولية لكل الدول العربية والاسلامية التي اتخذت القرار المذكور ورفضت تفعيله مشاركة بذلك في التنكيل بالفلسطينيين، فإنه يستنكر أساسا موقف الحكومة المصرية غير المبرر في رفض فتح معبر رفح ورفض مرور الكميات الكبرى من المساعدات المتكدسة على الجانب المصري منه والتذرع بعدم الحصول على الموافقة الاسرائيلية على ذلك.

ويعتبر أنه لا شيء يبرر هذا الموقف الضعيف المنافي لإرادة الشعب المصري والمفرّط في سيادة الدولة المصرية. حيث أن معبر رفح هو بين بلدين عربيين وشعبين شقيقين لا دخل لدولة الاحتلال فيه. ومصر محمية بالقانون الدولي وبالقرار الاخير لقرابة 40 دولة عربية واسلامية وقبل ذلك محمية بارادة شعبها وقوة جيشها.

ويذكّر المجلس العربي ببيان القمة العربية للشعوب “إعلان غزة”، الذي تضمن مطالبة ممثلي الشعوب العربية بضرورة الفتح الفوري لمعبر رفح لنقل الماء والغذاء والدواء والوقود لقطاع غزة، وانشاء صندوق خاص لإعمار القطاع المنكوب وجبر ضرر عائلات الشهداء والجرحى. كما تضمّن المطالبة بالقطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية وكل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار ما ارتكبته إسرائيل جريمة حرب وإبادة جماعية وإعلان ملاحقتها أمام المحاكم الدولية.

إن الفتح الفوري لمعبر رفح اليوم وليس غدا هو الحد الأدنى، الذي ليس دونه شيء، للتضامن الانساني وللمروءة العربية وللانتماء الاسلامي وللسيادة الوطنية. وبالتالي فإن مواصلة غلق المعبر هو ليس فقط ضرب بعرض الحائط لكل تلك القيم وإنما مشاركة فعلية في جريمة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة.

وختاما فإن المجلس العربي يستصرخ ضمير شعوبنا العربية بكل هياكلها السياسية والثقافية والاجتماعية لكي تتجند أكثر من أي وقت مضى للضغط على حكام أخفق أغلبهم أيما اخفاق في مسؤولية ترجمة إرادة شعوبهم والحفاظ على حياة آلاف من أهلنا في غزة، وأيضا في الحفاظ على مصداقيتهم وشرفهم وقد ضرب الاحتلال بعرض الحائط بيانهم الباهت.